ولتحقيق ذلك لجأت المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول إلى الاهتمام بنوعية التعليم من خلال تطبيق آليات الجودة والاعتماد، وذلك بناء على الموافقة السامية الكريمة عام 1424هـ على قرار مجلس التعليم العالي بإنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي «المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي» حاليا لتطبيق معايير محددة على مؤسسات التعليم لضمان وتأكيد جودة برامجه ومخرجاته.
ولن يتحقق هذا التحول والتطبيق الفعلي لمبادئ ومعايير الجودة بسهولة أو بصورة مباشر، وإنما يتطلب إحداث التغيير الثقافي اللازم لتقبل النظم والإستراتيجيات الحديثة، ويمكن الربط بين تطبيق الجودة والتغيير من خلال التغيير الذي يستخدم لإدخال ثقافة جديدة في التعامل داخل المؤسسات بل والمجتمع بصفة عامة، يركز تطبيق الجودة بصورة أكبر على العمليات وتحسينها ثم النتائج والمخرجات أكثر من التركيز على المدخلات وتحقيق فلسفة منع الأخطاء قبل وقوعها، واستيفاء متطلبات المستفيد وخفض الوقت والجهد والتكاليف وتقوية المناخ التنظيمي لتحقيق الإنجاز من أول مرة.
كذلك الجودة تعتبر وسيلة فاعلة للتغيير التنظيمي وأداة مؤثرة لتوفير المناخ التنظيمي وبيئة العمل الثقافية الفاعلة، ونتيجة للاتجاهات والقيم والمعتقدات التي تتبناها ثقافة الجودة، فهي لا تتحقق إلا بالأفراد حيث تعطيهم الفرصة لإعادة التفكير في القيم والمعتقدات الراسخة وتغييرها لتواكب ما تحتاجه الأنظمة الجديدة وضمان إعطاء كل فرد أفضل ما لديه من قدرات وإمكانيات وإبداع.
وتمثل الجودة إستراتيجية تغيير جذري في الثقافة السائدة في المؤسسات التعليمية، تبدأ من بيئة المؤسسة وتنتهي ببرنامج التحسين المستمر، أي أنها إستراتيجية تكنولوجية تهدف إلى إحداث تغيير منظم مخطط طويل الأجل شامل لكل عناصر ومكونات المؤسسة، ويركز على تحليل الموقف للمؤسسة وما تطمح إليه، وبالتالي تحقيق الرؤية المنشودة وتنفيذ الرسالة المحددة.
الخلاصة.. تعتبر الجودة أحد الأساليب الإدارية الحديثة التي فرضتها المتغيرات المتلاحقة، فهي تمثل أسلوبا متكاملا للتغيير يتناسب مع العصر وذلك لتفادي الأخطاء وتحقيق أعلى معدلات الأداء من خلال تحديد الكيفية التي يمكن الانتقال بها من الوضع الحالي إلى الوضع المرغوب فيه.
@Ahmedkuwaiti