[email protected]
في أكثر من قطر عربي يُرفع اليوم شعار جديد لترويج ونشر الكتاب هو «القراءة للجميع»، ولكن رفع الشعار شيء والعمل به شيء آخر، فحالة الكساد التي يعاني منها الكتاب العربي تجعل من هذا الشعار الجديد مجرد «دعاية» للقراءة دون الحث على ممارستها بطريقة فاعلة وجادة ومؤثرة، فهو شعار يدعو الجميع للقراءة، ولكن كيف يقرؤون والكتاب يعاني في عالمنا العربي من معوقات متعددة ومتضاربة تحول دون إمكانية إنتاجه ونشره وتوزيعه بأساليب علمية وعملية صائبة وعقلانية؟، فالقارئ العربي يجد صعوبة بالغة في البحث عن كتاب بعينه، فإن وجده بعد تعب وسؤال يكتشف أن ثمنه الباهظ لا يتفق مع ميزانيته المتواضعة، أو بعبارة أصح مع دخله الشهري «المحدود»، فيقف إزاء هذه المشكلة حائرًا لا يدري ماذا يفعل، هل يُسكت جوع بطنه أولًا أم تراه ينصرف إلى تغذية عقله أولًا؟
ارتفاع سعر الكتاب إذن معضلة كأداء تحول دون تحقيق الشعار المطروح بصورة جيدة أو مقبولة، وليس السعر هو المشكلة الوحيدة، فثمة مشكلات أخرى متداخل بعضها في بعض، وثمة ضرائب جمركية تؤخذ على الكتاب، وثمة فوارق العملة بين الدول العربية تُضاف هي الأخرى إلى سعر تكلفة الطبع، ثم هناك معضلة أخرى تتعلق بمعاملة الكتاب كأية سلعة استهلاكية غذائية، وهذا أمر غير صحيح أو مقبول، فالكتاب لابد أن يُعامل معاملة خاصة تختلف عن معاملة أية سلعة استهلاكية أخرى، وقد زاد الطين بلة أن دور النشر في عالمنا العربي لا تبحث حقيقة عن المادة العلمية أو الأدبية أو الفنية الجيدة بقدر بحثها عن المردود المادي السريع، وهذه مشكلة أخرى بدأت تنتشر داخل الأسواق الثقافية العربية، فأدت إلى التأثير على انتشار الكتاب.