وأضاف كريمي أن الملا عبدالغني برادار، وهو واحد من ثلاثة نواب لآخوند زاده والوجه العام الرئيسي لطالبان، من المحتمل أن يتولى مسؤولية تسيير العمل اليومي للحكومة.
وتابع كريمي أن «المشاورات حول تشكيل حكومة أفغانية شاملة تضم قيادات الإمارة الإسلامية، وزعماء من الحكومة السابقة وزعماء آخرين من ذوي النفوذ، انتهت رسميا».
وقال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، إنه ليس هناك أي معلومات محددة بشأن توقيت تشكيل حكومة.
وترك الباب مفتوحا حول ما إذا كان زعيم طالبان، مولوي هيبة الله آخوند زاده، سيظهر بشكل علني للمرة الأولى منذ أن سيطر الإسلاميون على السلطة. وقال: «إننا ننتظر».
حكومة جديدة
وذكر زعيم بارز في حركة طالبان أن حكومة طالبان الجديدة المتوقعة في الأيام المقبلة، لن تشمل أي مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومات السابقة في أفغانستان.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، قال نائب رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي إن الجماعة المتشددة تحاول تشكيل حكومة تحظى بدعم محلي ودولي.
غير أن ستانيكزاي أكد أن الحكومة لن تشمل شخصيات كانت تتولى مناصب مثل حكام أو جنرالات أو مناصب رئيسية أخرى، خلال السنوات الـ 20 الماضية.
وتابع مسؤول طالبان أنه بدلا من ذلك؛ ستضم الحكومة «وجوها جديدة من جميع القبائل وجماعات الأقلية، الذين ينظر إليهم بوصفهم مسلمين وأتقياء وموهوبين».
وحول مشاركة النساء في الحكومة، ذكر ستانيكزاي أنه لا يعتقد أنه سيتم تعيينهن في مناصب بارزة، لكن سيضطلعن بدور.
تجدد القتال
وتجدد القتال بين حركة طالبان ومقاتلين من المقاومة بالقرب من وادي «بنجشير» الليلة الماضية، طبقا لما ذكرته حركة طالبان.
وقالت عناصر المقاومة في بنجشير الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمال كابول، إن قوات طالبان قامت بشن هجوم على المنطقة الإثنين، ما أسفر عن مقتل نحو سبعة أو ثمانية من عناصر طالبان، بحسب ما قاله فهيم دشتي، المتحدث باسم قوات المقاومة في بنجشير، في مقطع فيديو تم بثه عبر تطبيق «واتس آب»، مشيرا إلى إصابة العديد من الأفراد من قواته.
يشار إلى أن بنجشير هي المنطقة الوحيدة التي لم تتم السيطرة عليها في الهجمات التي شنتها طالبان هذا الشهر، كما لم تتم السيطرة عليها خلال الفترة بين عامي 1996 و2001، حيث يرجع السبب وراء ذلك جزئيا إلى أن المنطقة لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال واد يسهل نسبيا الدفاع عنه.
عمليات الفرار
وتدفقت حشود تسعى للفرار من أفغانستان على حدود البلاد، واصطفت طوابير طويلة أمام البنوك في كابول، أمس، بعدما أصاب الفراغ الإداري الناتج عن سيطرة حركة طالبان على البلاد، المانحين الأجانب بالحيرة إزاء كيفية التصدي لأزمة إنسانية تلوح في الأفق.
وانصب تركيز الحركة المتشددة على استمرار عمل البنوك والمستشفيات والأجهزة الحكومية بعد استكمال انسحاب القوات الأمريكية الإثنين، الذي أنهى موجة إجلاء كثيفة للأفغان الذين تعاونوا مع دول غربية خلال حرب استمرت 20 عاما.
ومع توقف عمل مطار كابول، تركزت الجهود الخاصة لمساعدة الأفغان الخائفين من انتقام طالبان على ترتيب ممرات آمنة عبر الحدود البرية مع إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى.
وقال مسؤول باكستاني عند معبر تورخام الرئيسي مع باكستان الواقع إلى الشرق من ممر خيبر: «عدد كبير من الناس ينتظر فتح البوابة على الجانب الأفغاني».
وذكر شهود أن الآلاف تجمعوا أيضا عند معبر إسلام قلعة على الحدود مع إيران.