وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية: إن الولايات المتحدة ربما تكون قد تركت غالبية الأفغان، ممن ساعدوا القوات خلال الحرب التي دامت 20 عاما، وعائلاتهم إذ كانت الأولوية للمواطنين الأمريكيين في عمليات الإجلاء الجوية التي انتهت هذا الأسبوع.
وكانت مغادرة آخر الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية من كابول يوم الاثنين بمثابة نهاية لعملية شهدت إجلاء أكثر من 123 ألف شخص من أفغانستان في أقل من أسبوعين.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم التخلي عما يتراوح بين مائة ومئتين مواطن أمريكي لا يزالون عالقين في أفغانستان ويريدون المغادرة، ومجموعة أكبر بكثير من الأفغان المعرضين للخطر، من بينهم مترجمون سابقون للجيش الأمريكي.
وردا على سؤال حول عدد المتقدمين المحتملين لبرنامج تأشيرة الهجرة الخاصة للحلفاء الأفغان وعائلاتهم الذين بقوا في كابول، قال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية: إنهم لا يستطيعون تقديم مثل هذا التقدير للعدد.
وأشار المسؤول إلى أن الجهود المبدئية التي كانت تهدف لإعطاء هؤلاء الأفغان الأولوية للإجلاء تأثرت بمخاوف أمنية على بوابات المطار وصعوبات في منحهم وثائق سفر لا يمكن تزويرها.
الحاكم «آخوند»
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس الأربعاء، عن بلال كريمي، العضو في اللجنة الثقافية للجماعة، قوله: إن القائد الأعلى لطالبان، هيبة الله آخوند زاده، سيكون القائد الأعلى لأي مجلس للحكم.
وأضاف كريمي إن الملا عبدالغني برادار، وهو واحد من ثلاثة نواب لآخوند زاده والوجه العام الرئيسي لطالبان، من المحتمل أن يتولى مسؤولية تسيير العمل اليومي للحكومة.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، إنه ليس هناك أي معلومات محددة بشأن توقيت تشكيل حكومة.
وترك الباب مفتوحا حول ما إذا كان زعيم طالبان، مولوي هيبة الله آخوند زاده، سيظهر بشكل علني للمرة الأولى منذ أن سيطر الإسلاميون على السلطة، وقال: «إننا ننتظر».
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، قال نائب رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي: إن الجماعة المتشددة تحاول تشكيل حكومة تحظى بدعم محلي ودولي.
وحول مشاركة النساء في الحكومة، ذكر ستانيكزاي أنه لا يعتقد أنه سيتم تعيينهن في مناصب بارزة، لكن سيضطلعن بدور.
انسحاب «مشروع»
ومن الفاتيكان، قال البابا فرنسيس: إن انسحاب الغرب من أفغانستان «مشروع» لكنه وجه انتقادات لتدخله هناك من الأصل واستخدم اقتباسا نسبه خطأ إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بينما قائله هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتطرق البابا (84 عاما) للأوضاع في أفغانستان خلال مقابلة بثتها أمس الأربعاء شبكة إذاعات كوبي الإسبانية.
وقال «الانسحاب (من أفغانستان) مشروع»، وأضاف دون إسهاب «إن دبلوماسية الفاتيكان ستعمل على محاولة منع الانتقام من الناس هناك».
لكنه انتقد الطريقة التي تم بها الانسحاب.
وفي غضون هذا، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه سيتوجه إلى المنطقة المحيطة بأفغانستان للمساعدة في تنسيق الجهود لإخراج المزيد من المواطنين الأفغان والبريطانيين المؤهلين من البلاد الآن، حيث لم يعد الجيش الأمريكي يسيطر على المطار الدولي في كابول.
وخلال استجواب في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم الأربعاء، أشار راب إلى أن الزيارة سوف تشمل باكستان.
وقال أيضًا: إنه على الرغم من أنه «من المهم عدم إضفاء الشرعية على طالبان»، فإن المملكة المتحدة تريد «أن تكون في وضع يسمح فيه الأمان والأمن باستمرارية الوجود الدبلوماسي في أفغانستان».
من جهة أخرى، يجري مسؤولون بريطانيون وآخرون من حركة طالبان محادثات بشأن كيفية تأمين «ممر آمن» للخروج من أفغانستان للمواطنين البريطانيين والحلفاء الأفغان.