ما هي أخطاء نظريات الشغف؟
1- معظم الناس لا يملكون شغفا للسعي وراءه
استطلعت إحدى الدراسات أكثر من 500، وجد الباحثون أن الغالبية العظمى -96 ٪- من تلك المشاعر كانت لهوايات مثل الرقص والهوكي والقراءة. 4 ٪ فقط منهم كانت مرتبطة بالعمل أو المدرسة، فمن غير الواقعي تشجيع الشباب على متابعة هذه الهواية كوظيفة لهم، 0.02 ٪ فقط من لاعبي الهوكي يتمكنون من جعل هذه الرياضة عملا لهم يؤمن قوت يومهم.
2- اتباع الشغف لا يضمن السعادة
روبرت فاليراند عالم النفس ميز بين نوعين من الشغف: المتناغم والهوسي.
على أن الشغف المتناغم هو الرغبة في الانخراط بالفعل عن حرية اختيار تامة، أما الشغف الهوسي فهو دافع لا يمكن السيطرة عليه للمشاركة في نشاط محدد. ويرتبط الشغف المتناغم بالمشاعر الإيجابية والمتعة، بينما يرتبط الشغف الهوسي بالملل والمشاعر السلبية.
تتردد عبارات أنه من أجل الحصول على وظيفة جيدة علينا البحث عن شغفنا، ورغم أن معظم هذه النصائح تنبع من نية طيبة إلا أن ربط السعادة بالشغف يضر بالشخص ويمثل عبئا نفسيا على كاهله.
3- العمل لا يعني التعاسة
إذا سألتك أين تشعر بالسعادة، في العمل أو خارجه؟ فإن الغالبية سيجيبون أنهم بالطبع أسعد خلال أوقات فراغهم، إلا أن الدراسات تثبت العكس من ذلك.
في دراسة قام بها Mihaly Csikszentmihalyi قام بإرسال رسائل صوتية للمشاركين في أوقات عشوائية على مدار اليوم، طالبا منهم تسجيل ما كانوا يفعلونه وحالتهم العاطفية في تلك اللحظة، مع تحليل البيانات خرج Mihaly بأن العمل يوفر بيئة مواتية «للاسترسال»، وهي حالة الانغماس الكامل في النشاط الذي نقوم به، بينما وجد أن مشاهدة التلفزيون تضع معظم البالغين في حالة اكتئاب خفيف.
أكبر خلل في الخرافة
عندما نظر الباحثون إلى ما يجعل الناس سعداء وناجحين في العمل، حددوا ثلاثة مكونات رئيسية:
1- الكفاءة.
2- الانتماء.
3- الاستقلالية.
نلاحظ أن الشغف ليس مدرجا بينهم، حيث إنه يمكنك أن تتمتع بمهنة وحياة مزدهرة تماما بدون «الشغف»، فبدلا من نصائح «اتبع شغفك»، فإن النصيحة الأفضل هي «السعي وراء ما تحسنه وسط بيئة من السلام النفسي».
كيف تعرف المجال الذي تمهر فيه؟
في رحلة البحث عما تبرع فيه يمكنك الاستعانة يما يلي:
1- اسأل من حولك عن أفضل سماتك وما يميزك عن الآخرين؟
2- خيار آخر هو الخروج... وكثرة التجارب، وتوسيع المدارك.
3- أخيرا، تحقيق الاستفادة القصوى من مكان عملك الحالي دون السعي الى إحداث تغيير جذري.
أمضت آمي ورزيسنيفسكي، عالمة النفس في جامعة ييل، الكثير من حياتها المهنية في دراسة الطريقة التي ينظر بها الناس إلى وظائفهم بغض النظر عن محتوى الوظيفة، واكتشفت أن هناك ثلاثة توجهات:
• أشخاص ينظرون إلى الوظيفة كمصدر للدخل فقط، من غير المرجح أن يكون لهؤلاء الأشخاص اتصال أو حب لعملهم.
• أشخاص ينظرون إلى الوظيفة كطريقة للحصول على الترقية وبناء مسيرة مهنية، وهم أكثر انخراطا في عملهم.
• أشخاص ينظرون إلى الوظيفة كنداء للواجب وتحقيق، وغالبا هم أكثر الأشخاص حبا لعملهم.
فنوع الوظيفة لا يهم ولكن نظرتك لها هي الأساس، وعلاقتك بعملك أكثر أهمية من نوع العمل الذي تقوم به.
خرافة الشغف تلك تشل همتك وتحبس حماسك، ولكي تخرج من هذا السجن عليك أن تجد عملا، وتنمي نقاط قوتك، وتجعل هذا العمل ذا مغزى ومنفعة، أكثر من التجارب، وحقق الاستفادة القصوى مما بين يديك.
@dinaalardhi