منظومة حوكمة متكاملة.. وتطعيم 70 % من السكان
قال وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية د. عبدالله عسيري: إن استجابة المملكة لجائحة كورونا تميزت بالشمولية والعمق والاستمرارية، قبل تسجيل أول حالة داخل المملكة بعدة أشهر، وأنشأت منظومة حوكمة متكاملة مبنية على خبرة طويلة في التعامل مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا ميرس»، وباع طويل في إدارة الحشود البشرية في الحج والعمرة، مدعومة بروح السعودية الجديدة.
وأوضح أن نهج الاستجابة بني على تقييم المخاطر المستمر، وتوصيات اللجان العلمية، والإجراءات المبكرة والصارمة، ووضعت صحة الإنسان فوق أي اعتبارات اقتصادية أو سياسية، إضافة إلى استخدام أنظمة الذكاء الصناعي، وحلول الصحة الإلكترونية «توكلنا - تباعد - تطمن - تقصي»، وغيرها، بفعالية قصوى؛ لتخفيف مخاطر التجمعات، والتحكم في النقل المجتمعي للمرض، وتسهيل التنقل والسفر بأمان.
وتابع: مع ظهور اللقاحات كانت المملكة بين الدول الخمس الأولى التي أطلقت عمليات التحصين باللقاحات المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء السعودية، ضمن إستراتيجية متكاملة أخذت في الحسبان حماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات أولا، ثم التدرج في تغطية بقية المجتمع، في ظل تنافس عالمي شديد على اللقاحات، استدعى التدخل المباشر من قيادة المملكة «أيدها الله» عدة مرات؛ لضمان استمرارية الإمداد.
وأشار عسيري إلى أن ملامح إستراتيجية التحصين في المملكة تمثلت في عدة مراحل، أولاها بدأت بالاحتواء السريع للإصابات الشديدة، وما ينتج عنها من وفيات، وذلك بتغطية أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين بجرعة واحدة على الأقل، وروعي في هذه المرحلة إعطاء أولوية الجرعة الثانية للفئات عالية الخطورة من كبار السن، ومن لديهم ضعف في المناعة باختلاف الأسباب.
ولفت إلى تأخير الجرعة الأولى لمَنْ تعافى من الإصابة لفترة تصل إلى ستة أشهر، بهدف إعطاء الفرصة لمَنْ لم يصب سابقا، وليس لديه أي مناعة ضد المرض، وفي هذه المرحلة وصلت المملكة إلى تغطية 70 % من السكان المؤهلين للقاحات بجرعة واحدة على الأقل، والمرحلة الثانية ركزت على استكمال التحصين بجرعتين للجميع بصرف النظر عن الإصابة السابقة، وتحصين مَنْ لديهم إصابة سابقة، وفي هذه المرحلة وصلت المملكة إلى تغطية 70 % من مجمل السكان بجرعة واحدة على الأقل، مع استكمال التحصين بجرعتين لكبار السن، ومَنْ لديهم ضعف في المناعة لأي سبب كان.
وأكمل: المرحلة الثالثة تميزت بالتوسع بالتحصين لتشمل فئة الأطفال بين سن 12 و18 سنة، بعد اعتماد لقاحين لهذه الفئة، واستكمال الجرعة الثانية لبقية أفراد المجتمع كانت هذه المرحلة أسرع المراحل وصولا إلى الأهداف الوطنية.
وبيَّن أن الإقبال المجتمعي على التحصين ضد «كورونا»، كان كبيرا جدا، وأن معدلات إشغال المواعيد المتاحة للقاحات تفوق 90 % في معظم الأيام، إضافة إلى أن توفير تسجيل كل وقائع التحصين داخل المملكة إلكترونيا، مع تمكين إظهار الجواز الصحي بطرق مختلفة وموثقة من أي مكان في العالم، وإطلاق آليات لتوثيق وتسجيل اللقاحات المعتمدة التي يتلقاها المواطن والمقيم والزائر خارج المملكة، وإظهارها بنفس الطريقة في الجواز الصحي.
وأكد عسيري أن الأهداف المرجوة من الاحترازات والتغطية باللقاحات بدأت تؤتي ثمارها، إذ خفت وطأة الجائحة بشكل واضح صحيا واقتصاديا واجتماعيا على المواطن والمقيم والزائر لهذا البلد المعطاء، مشيرا إلى أن كل ذلك كان محط أنظار كافة المنظمات والوكالات العالمية للإشادة بالمملكة، وآلية تعاطيها مع الجائحة.
وضع الخطط والإستراتيجيات المحكمة
أبدى طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض د. عليان آل عليان، سعادته بإشادة «بلومبيرج» لمجهودات حكومتنا الرشيدة «أيدها الله»، والمتمثل في وضع الخطط والإستراتيجيات المحكمة في مواجهة الجائحة، وسرعة الاستجابة للمتغيرات، والمبادرة والسرعة في توفير اللقاحات المعتمدة دوليا، والسعي في تمكين جميع المواطنين والمقيمين لأخذ اللقاح.
وأشار إلى المؤشرات الإيجابية لنجاح خطة تعميم التطعيم في المملكة، وأنه يتوقع تحصين 70 % على الأقل من السكان بشكل كامل بحلول شهر أكتوبر المقبل، وهذا يضع المملكة في مرتبة متقدمة بين دول العالم، التي تمكنت من تأمين المجتمع بشكل كامل ضد «كورونا».
وأكمل: بخلاف الأثر الإيجابي المترتب على ذلك طبيا وصحيا، والمتمثل في التراجع الملحوظ في أعداد الإصابات، نلحظ أيضا تعافي الوضع الاقتصادي بشكل كبير، وبدء عودة الحياة الطبيعية.
الوصول إلى الحصانة المجتمعية
بيَّنت الأكاديمية المتخصصة في التجارة الإلكترونية ونظم المعلومات في الجامعة السعودية الإلكترونية د. إيمان اليامي أن الإستراتيجية الشاملة التي اتخذتها أجهزة الدولة في بداية الأزمة، حدت بشكل كبير من انتشار الفيروس، بما في ذلك جعل المواطن شريكا فيها، عن طريق المنصات الوطنية، وتطبيقات الهاتف النقال، مثل «توكلنا - تباعد - صحتي»، وتسهيل استخدامها عن طريق تقنية تسجيل الدخول الأحادي «SSO».
وأضافت: هذه المنهجية التقنية برمتها أسهمت بشكل فعال في الحد من انتشار العدوى، وتقليل عدد الإصابات بطريقة فعالة، تتضمن التزام كافة المنشآت الحكومية والتجارية والتعليمية بحصر مستخدمي نشاطها، عن طريق استخدام تقنيات الباركود، وتحديد المواقع الجغرافية لمَنْ لم تثبت إصابتهم، ولاحقًا لمَنْ تلقوا جرعات اللقاح، موضحةً أن كل هذه الجهود العظيمة ستسهل من عملية الوصول إلى الحصانة المجتمعية في وقت قياسي.
سلامة وفعالية اللقاحات
قالت استشاري الباطنة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى د. فاطمة الشهراني: إن شهادة «بلومبيرج» بأن المملكة تمتلك أفضل أنظمة التحصين في العالم، تؤكد حكمة القيادة الرشيدة للحفاظ على سلامة المجتمع، إضافة إلى أن تشديد الجهات الصحية المختصة على سلامة اللقاحات وفعاليتها، وأهمية التحصين في حماية صحة المجتمع، أسهم في نجاح حملة التحصين، ووصول نسبة الأشخاص الذين حصلوا على جرعتين إلى 42 % من السكان، بينما بلغت نسبة الذين تلقوا جرعة واحدة نحو 63 %، من بينهم 99 % من طلاب المدارس العامة.
وتابعت: تشير المؤشرات الإيجابية لنجاح خطة تعميم التطعيم في المملكة إلى أنه يتوقع أن يتم تحصين 70 % على الأقل من السكان بشكل كامل بحلول شهر أكتوبر، وهذا يضع المملكة في مرتبة متقدمة بين دول العالم.
توظيف كامل الإمكانات لإيجاد الحلول
قال عضو هيئة التدريس وأخصائي طب الأسرة والطب المهني د. حاتم القحطاني: إن المملكة بذلت جهودًا مميزة، أشادت بها المنظمات العالمية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، وآخرها وكالة «بلومبيرج» الدولية، التي ذكرت أن المملكة تمتلك أفضل نظام تحصين في العالم.
وأضاف: هذه الجهود امتازت بعدد من المميزات قلّما تجدها في أماكن أخرى من العالم، وفي أولها اهتمام القيادة الرشيدة «أيدها الله»، وتبنّيها للتعاطي الفعّال مع أزمة جائحة كورونا، وتوظيف كامل الإمكانات والطاقات لإيجاد الحلول والطرق الصحيحة للحد من انتشارها، ومنها توظيف التقنية الذكية «توكلنا»، واعتماد إعطاء التطعيم للجميع والشفافية في إظهار البيانات والإحصاءات والتواصل المستمر مع المواطنين والمقيمين وغيرها الكثير، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الحاصلين على لقاح جرعة واحدة إلى نحو 63 % والذين حصلوا على جرعتين إلى نحو 42 %، وبذلك عودة الكثير من الأنشطة التجارية والتعليمية والترفيهية والاجتماعية.
شفافية التعامل مع الجائحة والمصابين
أشارت استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن د. عائشة العصيل، إلى أن شهادة «بلومبيرج» بأن المملكة تمتلك أفضل أنظمة التحصين في العالم، تؤكد حكمة القيادة الرشيدة «أيدها الله»، التي وجهت باتخاذ إجراءات احترازية مسبقة وبناء خطة مواجهة محكمة، منذ بدء جائحة كورونا قبل عامين، الأمر الذي حافظ على سلامة المجتمع، وعزز من قدرة الدولة على محاصرة الفيروس ومنع انتشاره. وأوضحت أن المملكة وضعت الكثير من القيود والأنظمة التي أسهمت في تعزيز النظام الصحي في المملكة، واعتماد سياسة الشفافية في التعامل مع الجائحة والمصابين.
قواعد صارمة وتواصل نشط
بيَّن الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. عبدالله العُمري، أن القواعد الصارمة التي سنتها الحكومة الرشيدة «أيدها الله»، في مواجهة الجائحة، أسهمت في حماية حياة السكان، والإبقاء على الحركة الإنتاجية، على عكس الخسائر الاقتصادية التي منيت بها دول عديدة.
ولفت إلى زيادة وعي المواطنين بالسياسات الوطنية الصحية، والتواصل النشط والشفاف في عرض البيانات، ما أدى إلى ارتفاع معدل الإقبال على تلقي اللقاحات، وتراجع حالات الإصابات الجديدة، وسمح بإعادة فتح المنافذ أمام حركة المسافرين والبضائع، ما أسهم في إعادة الروح إلى الأنشطة العامة الثقافية والاجتماعية.
اتخاذ إجراءات احترازية مسبقة
ذكرت الأستاذ المساعد، استشاري طب الأسرة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. ملاك الشمري، أن شهادة وكالة «بلومبيرج» تؤكد حكمة القيادة الرشيدة «أيدها الله»، التي وجهت باتخاذ إجراءات احترازية مسبقة، وبناء خطة مواجهة محكمة، منذ بدء الجائحة، الأمر الذي حافظ على سلامة المجتمع، وعزز من قدرة الدولة على محاصرة الفيروس ومنع انتشاره.
وأشارت إلى أن نجاح خطة المملكة في مواجهة جائحة كورونا، سرَّع في إعادة فتح الحدود أمام حركة المسافرين والبضائع، وأعاد الروح إلى الأنشطة العامة الثقافية والاجتماعية والترفيهية.
تحديد الأعداد في أماكن التجمعات
أكدت استشارية الأمراض المعدية د. حوراء البيات أن المملكة أثبتت نجاحها في التصدي لمواجهة جائحة كورونا وذلك بقيادة حكومتنا الرشيدة «أيدها الله»، وأن الهدف هو صحة الإنسان أولا.
وأضافت: هذا النجاح تم على عدة مراحل، بدءًا من التشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتحديد الأعداد في أماكن التجمعات العامة حتى لا يتفشى فيها الوباء بالتزاحم، وغيرها من الفعاليات التي يكون فيها تجمعات، بالإضافة للخطة المسبوقة للوصول إلى نسبة تحصين 70 % من المواطنين والمقيمين، بحصولهم على جرعتي لقاح؛ للوصول للمناعة المجتمعية.