@Nadia_Al_Otaibi
الجبيل الحبيبة مدينة السحر والبهاء، جمعت في مزيج متناغم بين الثورة الصناعية وجمال الطبيعة، التي وهبها الله على حبات الرمل المتناثرة على شطآنها وإخضرار أشجارها المورقة، ضمت بين جنباتها عددا لا يستهان به من المثقفين والتشكيليين وذوي المواهب المختلفة، إضافة للكوادر في القطاع التعليمي، الذي بني على معايير تعليمية عالية في جميع المراحل الدراسية حتى تم اعتماد مدينة الجبيل الصناعية من قبل منظمة اليونسكو كأول مدينة تعلّم سعودية، وذلك بالتعاون مع وكالة البرامج التعليمية بوزارة التعليم ممثلةً في الإدارة العامة للتعليم المستمر. وتهدف ثقافة التعلّم مدى الحياة في مجتمعنا إلى تزويد أبناء وبنات البلد بمختلف الأعمار بكل المهارات، التي يحتاجون إليها ليكونوا عناصر فعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، وليكونوا قادرين على مواجهة التحديات الوطنية والعالمية في تحقيق رؤية المملكة 2030، ويأتي ذلك بالتعاون والشراكة مع الهيئة الملكية بالجبيل.
من الجهات، التي تم اعتمادها كجزء من هذه المنظومة، الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) فرع الجبيل، لما لها من أثر في إثراء الحراك الفني والثقافي في المدينة، حيث تسعى الجمعية للريادة في بناء الوعي الفني وتطوير المواهب الفنية والارتقاء بذائقة المجتمع والاهتمام بالموهوبين من خلال حزمة من البرامج الموجهة استحدثتها الجمعية لهذا الشأن مثل: منصة تلاوين، وهي منصة فنية تهدف إلى رعاية الطلاب والطالبات الموهوبين في مختلف الفنون التشكيلية وصقل مواهبهم وفق طرق فنية صحيحة بالتعاون مع قطاع التعليم في الجبيل. كذلك يأتي مرسم (جسفت)، الذي يبدع في كثير من الورش التدريبية مستهدفا جميع الفئات العمرية لتحسين وتطوير مواهبهم، ثم تأتي منصة «قدرة»، الهادفة إلى رعاية المواهب من ذوي الإعاقة بالتعاون مع الجهات الداعمة والراعية لهذه الفئة الغالية.. كذلك تسعى الجمعية لتوثيق العلاقات الفنية والاجتماعية في الوسط الفني والثقافي ممهدة بذلك الطريق لتنشيط الحركة السياحية من خلال إقامة المعارض الفنية والمشاركة مع بعض الجهات لتنشيط التثقيف بالعمل التشكيلي مثل، سرطان الثدي ولتعزيز روح المواطنة في اليوم الوطني السعودي بريشة المبدعين، الذين يصورون مشاعرهم بكل لون لينثروه لوحاتهم، ولا ينحصر اهتمام الجمعية فنيا بالعمل التشكيلي فقط، بل يشمل أيضا فن الحروفيات والخط العربي، التشكيل الفني بالخيوط، الفنون الرقمية، التصوير والنحت. إن الفنون تساهم بشكل انسيابي في تشكيل ملامح شخصية الأفراد: حيث تكسبهم خيالا خصبا وشخصية إبداعية لها منظورها الخاص المتناغم مع اختلافات الآخرين، وتجعلهم راغبين بالاطلاع على ثقافة الضد والنظير، وتنمي بداخلهم روح الفريق المتعاون عند العمل الجماعي وأنها تجعل لهم في قرارة أنفسهم فهما جليا وواضحا لإمكاناتهم وقدراتهم ومواطن القوة والضعف لديهم مما يثريهم عقليا وعاطفيا ويجعلهم أكثر هدوءا واتزانا وعمقا في التفكير. إن الفن والثقافة وجهان لعملة واحدة مهمتها صناعة هوية المكان، المدينة وبالتالي البلد بأكمله من خلال صورة تعكس ماضيه العريق وتاريخه وتراثه وحضارته الحديثة وتطلعاته المستقبلية وطموحات شبابه. إن الإثراء الفني والثقافي في الجبيل يسير بخطى متوازنة وطامحة جدا ليس لسمائها سقف، آملا وراجيا أن يصل بتطلعاته إلى الاستدامة والعالمية.
@Nadia_Al_Otaibi
@Nadia_Al_Otaibi