وزارة التعليم نجحت أثناء جائحة كورونا، وصنعت المستحيل باستمرارية التعليم رغم الظروف الطارئة وضيق الوقت؛ إلا أننا في دولة عظيمة تتبنى الأفكار العظيمة وتدعمها بعوامل النجاح، وهذا بالضبط ما حدث مع وزارة التعليم، فكان النجاح حليفها، ولم يتوقف نجاحها عند «استمرارية التعليم»، بل تجاوزته إلى نجاحات أخرى منها «التطوير والتحديث في المناهج والأدوات».
عاد الطلاب إلى مدارسهم بعد 538 يوماً من الانقطاع بسبب «كورونا»، وكانت عودة الواثق من النجاح بتكاتف الجميع «المسؤولين عن التعليم والمجتمع المستفيد من التعليم»، وكل ذلك يعود على الوطن بالخير والتقدم.
عودة التعليم كانت سلسة، لولا القرارات التي ربما لم تدرس بشكل مستفيض، مثل قرار «السماح باصطحاب الطلاب للهواتف الذكية في المدارس»، الذي تراجعت عنه وزارة التعليم بعد ثلاثة أيام فقط، وألمحت أنه كان قراراً مؤقتاً، رغم أنها لم تكن بحاجة له لا مؤقتاً ولا دائماً.
التراجع عن الخطأ فضيلة، إذا اعترف المخطئ بالخطأ أو سوء التقدير، لكنه لا يكون فضيلة حين تحشد التبريرات بين خطوات التراجع لكيلا يبدو تراجعاً، رغم أن التراجع ليس عيباً ولم يكن في يومٍ من الأيام عيباً، إلا إذا كان تراجعاً عن الحق.
حين حضر الهاتف الذكي في أيدي الطلاب، ومنهم الأطفال والمراهقون، حضرت معه صور وفيديوهات عن واقع المدارس مؤلمة وصادمة، وكان يمكن أن تعتبر وزارة التعليم القرار الخاطئ أو المؤقت كما تصفه هي، بأنه كما يقول المثل «رب ضارة نافعة»؛ لأنه قدم تقييماً حقيقياً عن واقع بعض المدارس، يخدم وزارة التعليم في خطوات الإصلاح إذا كانت حقاً تريد الإصلاح بعيداً عن التصريحات الصحفية.
ربما من المناسبة الآن أن تطرح وزارة التعليم على نفسها بعض الأسئلة منها:
• هل كان كل مسؤولي وزارة التعليم يجهلون نتيجة اصطحاب الطلاب للجوالات في مدارسهم؟
• وهل كان كل مسؤولي وزارة التعليم يجهلون واقع بعض المدارس، الذي أظهره الطلاب في ثلاثة أيام فقط؟
• ومَنْ اقترح القرار؟ وبناءً على ماذا اقترحه؟ ولماذا تمت الموافقة عليه دون دراسته بشكل موسع وتقييم تبعاته؟
أخيراً كلنا مع وزارة التعليم لتواصل تحقيق النجاحات؛ لأننا نحن كمجتمع أول مَنْ يستفيد من نجاحاتها وإنجازاتها.
@misswalaa986