وعن مساهمة الاستضافة في خلق مساحة تفاعلية من الحوار والتبادل المعرفي بين المثقفين العراقيين والسعوديين، أوضح: "لا أرى أن الحوار المعرفي بين البلدين والشعبين قد توقف؛ رغم الظروف التي عاشتها المنطقة ككل، فالتواصل المعرفي والثقافي مازال قائماً، وليس أكثر من ذِكر العراق ودوره الثقافي على ألسنة المثقفين السعوديين، وكذلك للمملكة ومثقفيها بالنسبة للعراقيين، كبرهان على الوشائج الأدبية والثقافية".
وحول أبعاد التعاون المشترك بين المملكة والعراق؛ ثقافياً واجتماعياً، أبان: "الصلات بين البلدين قديمة جداً منذ حقبة السومريين والساميين العرب، وبين عمق الجزيرة العربية وعمق العراق، فمَن يقرأ كتاب "تاريخ حضارة وادي الرافدين" لأحمد سوسة، يفهم عمق التواصل بين الحضارتين، حيث ذكر الكاتب أنه توجه أهل الجزيرة العربية؛ نجديون وحجازيون وأحسائيون، إلى الشمال، ثم حلوا على جنوب العراق، وهناك صار اللقاء بينهم وبين السومريين، وعلى هذا نشأت الحضارة المشتركة".
وتابعَ: "هذا الكتاب يعنى به مركز الملك فيصل، وقد أخذ الحقوق من ورثة الفقيد الكبير أحمد سوسة ليصدره، والمركز أيضاً يعمل على البحث في تلك المشتركات الحضارية بين العراق والجزيرة العربية، وهو مشروع لم يكن عاطفياً ولا وليد ساعته، إنما الفكرة تؤكّد أن المعارف الإنسانية والحضارية، عابرة لكل المؤثرات، وستتجسّد تلك الجهود في معرض الكتاب، وبوجود الثقافة العراقية ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام".
ووصف خيّون حال الثقافة العراقية بقوله: "العديد من المجلات عادت للصدور، وأخذت وزارة الثقافة تهتم بالمثقفين، وبالمشاريع الثقافية، حسب ما يسمح بها المجال، إلى جانب ذلك هناك صحف مهمة، لعبت دوراً في التنوير، على الرغم من الظروف القاهرة، وكما نرى اعترافاً بالثقافة العراقية ومن بلد مثل المملكة؛ له أثره عربياً وإسلامياً.. أخيراً لا أتفق مع مقولة: "مصر تكتب، وبيروت تطبع، والعراق يقرأ"؛ بل أرى العراق كاتباً وطابعاً وقارئاً".