DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل ينقذ دستور 1951 ليبيا من سيناريوهات التقسيم والحرب الأهلية؟

شكل توافقا لمصالح الداخل والقوى الدولية والاستقرار الإقليمي

هل ينقذ دستور 1951 ليبيا من سيناريوهات التقسيم والحرب الأهلية؟
هل ينقذ دستور 1951 ليبيا من سيناريوهات التقسيم والحرب الأهلية؟
ليبيون يرفعون علم الملكية والذي أعيد العمل به عقب سقوط نظام القذافي (أ ف ب)
هل ينقذ دستور 1951 ليبيا من سيناريوهات التقسيم والحرب الأهلية؟
ليبيون يرفعون علم الملكية والذي أعيد العمل به عقب سقوط نظام القذافي (أ ف ب)
أكد عبدالرحمن هابيل، وزير الثقافة في أول حكومة انتقالية عقب سقوط نظام معمر القذافي، إعادة العمل بدستور 1951 لإنقاذ البلاد من التحول إلى أفغانستان جديدة.
وأضاف في مقال له، منشور بمجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية: أولئك الذين ينكرون أن التاريخ يعيد نفسه يجب أن يلقوا نظرة على التاريخ الليبي الحديث.
ومضى يقول: منذ ما يقرب من ثلاثة أرباع قرن، بعد هزيمة قوات المحور في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، نشأت قضية مصير المستعمرة الإيطالية السابقة.
وتابع: كان المجتمع الدولي منقسما حول كيفية التعامل مع ليبيا، ومن المثير للاهتمام أن نفس اللاعبين الدوليين الرئيسيين الموجودين حاليا على الساحة كانوا موجودين بالفعل في الأربعينيات.
وأردف: كانت الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا تتنافس جميعها على قدر من الوجود في البلاد.
وأضاف: كانت تركيا، التي تشارك الآن بنشاط في ليبيا، قد انسحبت في ذلك الوقت من المنافسة، ولكن بعد عدة قرون من هيمنتها على ليبيا، التي انتهت بتسليمها البلاد لإيطاليا في 1912.
قدرة «الدوليين»
واستطرد عبدالرحمن هابيل: مع ذلك، أظهر بعض هؤلاء اللاعبين الدوليين قدرة أفضل على اتخاذ إجراءات حاسمة خلال الحرب العالمية الثانية مما يبدو أنهم قادرون عليه في الوقت الحاضر.
ومضى يقول: على وجه الخصوص، أدركت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا تأثير الموقع الإستراتيجي لليبيا على مصالحها الوطنية وتحركت وفقًا لذلك.
وتابع: احتاجت بريطانيا إلى وجود عسكري بالقرب من مصر وقناة السويس، وكانت برقة في شرق ليبيا مثالية لهذا الغرض، تم بالفعل إضفاء الطابع الرسمي على هذه الاتفاقية في 1953 من خلال معاهدة تمنح بريطانيا حق الوصول إلى قاعدة «العدم» الجوية.
وأضاف: أرادت الولايات المتحدة أيضا الحصول على حصة، وفي هذه الحالة تم إضفاء الطابع الرسمي على اتفاق بشأن قاعدة «ويلوس» الجوية بطرابلس غرب البلاد في 1954.
واستطرد: وهكذا، شكلت عائدات الإيجار من المنشأتين الجزء الأكبر من الدخل القومي الليبي لعدة سنوات قبل اكتشاف النفط.
وأردف: فرنسا حرصت على استقرارها في «فزان» جنوب غرب ليبيا، حيث كانت على حدود مستعمراتها بشمال أفريقيا والساحل. باختصار، أدركت كل من القوى الثلاث الأهمية الإستراتيجية للمحافظات الليبية الثلاث وتصرفت وفقًا لذلك.
وبحسب الكاتب، على الرغم من أنها تمثل المصالح الوطنية لثلاث جهات فاعلة متميزة، فإن الأطراف الدولية المعنية أدركت الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن استقرار أي من الأراضي الليبية الثلاث يعتمد على وحدتها.
وتابع: على الرغم من المساحات الشاسعة من الصحراء التي تفصل بينها، فإن المناطق الثلاث أقرب إلى بعضها البعض من أي منطقة مجاورة، لديهم الكثير من الربط بينهم ديموغرافيًا وثقافيًا بحيث لا يمكن معاملتهم ككيانات منفصلة.
قيادة الوحدة
ونوه هابيل بأن الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، أدركت الحاجة إلى رئيس دولة موثوق به يمكنه ضمان هذه الوحدة من أجل ضمان الاستقرار اللازم لاستمرار الوجود الأمريكي في غرب ليبيا.
وأضاف: بصفته أمير برقة، وبعد أن حصل على ولاء شعب طرابلس في 1920، كان الأمير إدريس السنوسي الشخصية الوطنية الوحيدة التي تمتعت بالإجماع على الصعيد الوطني والثقة الدولية، لولا إدريس، لما كانت ليبيا الحديثة ستشهد النور.
ومضى يقول: لذلك، قد يكون استقلال ليبيا في 1951 أحد الأمثلة النادرة على التلاقي الميمون للاهتمامات الوطنية والدولية.
وتابع بقوله: إذا كان التاريخ الليبي يعيد نفسه حقًا، فهو يفعل ذلك بطريقة غير لطيفة بالنظر إلى النزاعات العنيفة بين الليبيين. وأردف: على الرغم من وجود بعض الفصائل والخلافات في الأربعينيات، سادت حكمة الآباء المؤسسين، الذين أدركوا أنه لا يمكن لأي من المقاطعات الثلاث البقاء على قيد الحياة بدون الأخرى.
وأضاف: كانت السنوات الـ 18 التي تلت ذلك حقبة نموذجية من الوحدة والاستقرار والازدهار، لا سيما عند مقارنتها بعصر ما بعد الملكية.
وتابع: لسوء الحظ، هذه الظروف غائبة اليوم، لا سيما أن الانقسام، الذي كان كامنا لعقود من الزمن، يرفع حاليا رأسه القبيح.
ومضى يقول: على مدار السنوات الـ 10 الماضية، كافح المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمعالجة الأوضاع المتدهورة، ولفت إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق اليوم هو تشكيل منتدى الحوار السياسي الليبي والانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021، وهي إشارة حنين، وإن كانت ساخرة، إلى يوم الإنقاذ بقيادة إدريس.
مخرج الانتخابات
وأردف الوزير السابق: من الناحية النظرية، يمكن أن تكون الانتخابات الرئاسية هي المخرج. يأمل الكثير من الليبيين في شخصية قوية وجذابة، تتفاوض على رحيل جميع العسكريين الأجانب، وتوحيد القوات المسلحة، وإجراء استفتاء دستوري، ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن تحرر الفصائل الداخلية والقوى الخارجية البلاد طواعية من قبضة الميليشيات والقوى الأجنبية.
وأشار إلى أنه قد تكون هناك خيبة أمل كبيرة في انتظار أولئك الذين يتوهمون أن انتخابات رئاسية حرة وشفافة ستجرى في ديسمبر المقبل وستعترف بها القوى المحلية والخارجية المتنافسة.
وتابع: بدلا من ذلك، قد تتجه البلاد إلى حرب أهلية أخرى، تنتهي هذه المرة بالتشظي الأخير للبلاد، مما يفتح الأبواب أمام تدفق الإرهابيين إلى ليبيا والمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، بعبارة أخرى، فإن إمكانية ظهور أفغانستان أخرى حقيقية.
وتساءل: هل هناك بصيص أمل في هذه الصورة القاتمة بخلاف ذلك؟
وتابع: على الرغم من عدم وجود استطلاعات الرأي التي تقيس الدعم للعودة إلى النظام الملكي، فإن الدعوات لمثل هذا النظام تتزايد باطراد على الأرض، معدل الرضا المنخفض للغاية عن الوضع الحالي هو أفضل مؤشر للرغبة في تغيير جذري.
وقال: ربما حان الوقت لعقد جمعية وطنية ثانية من قبل الأطراف الدولية المهتمة لإعادة تفعيل دستور الاستقلال والنظام الملكي الذي كان يقوم على أساسه.
وأضاف: يجب دعم استعادة النظام الملكي وتنفيذ دستور الاستقلال من قبل الأطراف المعنية بكل الوسائل المناسبة، ثم يتولى ولي العهد، صاحب السمو الملكي محمد الحسن الرضا السنوسي، مسؤولياته كملك لليبيا، حاملا معه نفس سلطات التوحيد التي مثلها أجداده.