وأكد الأكاديمي وكيل كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، والمتخصص بإدارة التراث، د. فهد الحسين، أن إعادة التأهيل ستتم بشكل مستدام ومتوازن، يضمن ديمومتها، وهو بعد نابع من رؤية ثاقبة واهتمام سمو ولي العهد بتراث المدن والمواقع السعودية، من حيث الأبنية والحارات والرواشين والنوافذ الداخلة في عمارتها العتيقة، التي ما زالت تتغنى بعراقتها، لتبقى مدينة جدة كمتحفٍ مفتوح وأكبر دليل تسجيلها ضمن المواقع الأثرية في قائمة التراث الإنساني العالمي لدى اليونسكو عام 1435هـ / 2014م.
معالم المباني
وبينت أستاذ التاريخ القديم المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، د. حصة الهذال، أن المشروع يحفظ المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة التي تحتضنها جنبات منطقة جدة التاريخية، من أبرزها: المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، وحاراتها التاريخية التي تختزن في أسمائها كثيرًا من القصص والأحداث، بالإضافة إلى أسواقها التي تتميز بطابعها الخاص وجعلها مختلفة عن الأسواق المشابهة في غيرها من المدن.
مبادرات هامة
وقال عمدة أحياء جدة التاريخية لحي اليمن والبحر والمكلف بحي الشام والمظلوم، العمدة سلطان عبدالصمد، إن جدة التاريخية حظيت بعطاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، وأكد أن جدة التاريخية تعد من المكوّنات التراثية الرئيسية في المملكة، وهي مسجلة رسمياً في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو، مبينا أن الإعلان يمثل خارطة مستقبلية تحمل في طياتها العديد من المبادرات التاريخية والسياحية لتصبح جدة عروس البحر الأحمر عاصمة للسياحة الترفيهية والتاريخية.
عوامل سياحية
وقال النحات والمهتم بالآثار عصام جميل، إن المشروع يربط الماضي بالمستقبل مما يتيح تعرف الأجيال على حضارتها، ومدى التطور الذي بلغته المملكة، ودون شك فإن جدة التاريخية بموقها الجغرافي والتاريخي كانت تنتظر هذه اللحظة الهامة، مقترحا ً 4 محاور تعيد رونق جدة التاريخية من خلال تكييف كامل المنطقة ليتسنى زيارتها على مدار العام، واستثمار المنازل القديمة كنزل يومي للزوار بمواصفات عالمية، دون الإخلال بطابعها التاريخي، وإحياء الصناعات القديمة وتقديمها على مدار العام، وتدشين متحف من الشمع يحاكي شخصيات تلك الحقبة وحاجياتهم المستخدمة.