أكد مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المُعَلِّمِي، أن المملكة منذ تأسيسها وهي دولة سلام، كانت ومازالت وستظل دولة سلام، نهجها قائم على السلام ونبراسها الذي تهتدي به يدعو لتعزيز السلام، وجهود المملكة في تعزيز ثقافة السلام واضحة للجميع.
جاء ذلك في كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها اليوم في الحدث رفيع المستوى المنعقد حول "ثقافة السلام".
وأعرب عن شكره لرئيس الجمعية على تنظيم هذا المنتدى رفيع المستوى، وإتاحة الفرصة للدول الأعضاء لتجديد التزاماتها بالتنفيذ الكامل والفعّال لبرنامج عمل الأمم المتحدة بشأن ثقافة السلام والتركيز بشكل خاص على معالجة الأبعاد المتعددة لجائحة كوفيد 19 المستمرة.
وقال: يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة" تؤكد هذه الآية الكريمة التي تدعو إلى السلم والسلام على أن العقيدة الإسلامية السمحة ترسخ قيم التعددية بين الشعوب؛ لنشر ثقافة السلام والحوار بين اتباع مختلف الحضارات والمجتمعات، وقبول الآخر، والإيمان بأن التنوع والاختلاف طبيعة تميز البشر والمجتمعات، لا فرق فيها بين المعتقد والدين، ولا بين اللون واللغة ولا فرق بين العرق والجنس.
وأوضح أن ترسيخ السلام كان سبباً لوجود منظمة الأمم المتحدة ومحور ارتكازها لتحقيق الأهداف السامية التي نص عليها ميثاقها، ومن أهمها حفظ الأمن والسلم، وإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب التي جلبت على الإنسانية أحزاناً يعجز عنها الوصف.
وأضاف السفير المعلمي: أن العالم اليوم وعلى مدار عام ونصف تعرض لتحدٍ كبير من نوع آخر لم نشهده من قبل، تمثل في جائحة كوفيد 19 التي وقفنا أمامها مُتحدين نحو الصمود والتعافي، ولقد أثبتت هذه الجائحة لنا جميعاً أهمية دور ثقافة السلام والحاجة لها وخاصة في أوقات الأزمات لمواجهة مثل هذه التحديات، وأنه لو لا تحلينا بهذه الثقافة التي رسختها منظمتنا هذه لما شهدنا هذا التعاون وتكاتف الجهود والدعم الإنساني السخي للتصدي للجائحة، وها نحن اليوم بفضل عمل تعددية الأطراف التي رسختها ثقافة السلام نعبر هذه المرحلة، وسنعقد الدورة 76 للجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأردف: المملكة منذ تأسيسها وهي دولة سلام، كانت ومازالت وستظل دولة سلام، نهجها قائم على السلام، ونبراسها الذي تهتدي به يدعو لتعزيز السلام، وجهود المملكة في تعزيز ثقافة السلام واضحة للجميع، وتتجلى في العديد من المبادرات التي كان آخرها قرار الجمعية رقم A/RES/75/258المعنون "تعزيز ثقافة السلام والتسامح من أجل حماية المواقع الدينية"، الذي قدمته المملكة العربية السعودية بدعم من الدول الشقيقة والصديقة، والذي اعتمد بالتوافق بتاريخ 26 يناير 2021م.
وأشار إلى أن المملكة قامت بإنشاء مركز الملك عبدالله الدولي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات في فيينا عام 2012م، حيث يمثل المركز انطلاقة تاريخية نحو حوار إنساني هادف ومسؤول يسعى لتعزيز القواسم المشتركة بين أتباع الأديان، مفيداً أن المملكة أنشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) حيث يقوم برصد وتحليل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة، وهدفه أن تكون المرجع الأول عالمياً في مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الاعتدال.
وأكد السفير المعلمي في ختام الكلمة، أن المتغيرات التي يواجهها العالم بمختلف صورها تفرض علينا ضرورة تعزيز دور الأمم المتحدة وتعزيز ثقافة السلام التي ترتكز على عناصر عدم العنف، وتحترم الحقوق الأساسية للإنسان وحريات الآخرين، وتمس عدداً كبيراً من جوانب الحياة الإنسانية وثقافات الشعوب وسلوكها وقيمها، التي اكتسبتها عبر التاريخ الطويل وممارستها الإنسانية العديدة.