وأضاف هوكسترا في تقرير نشره معهد «جيتستون» الأمريكي، إلى أن الملخص رغم أنه لم يذكر ذلك مباشرة، فإنه يشجعنا على استبعاد مسؤولية الصين الكبيرة في هذه الكارثة، حيث قلل من مسؤوليتها عن إطلاق الجائحة في أراضيها ودورها في التفشي المميت لمرض كوفيد في العالم.
وتوصل الملخص إلى ثلاثة استنتاجات قوية نسبيا عن تصرفات الصين ودوافعها، الاستنتاج الأول هو أن أجهزة الاستخبارات تقول: إن الصين لم تطور الفيروس كـ«سلاح بيولوجي».
والثاني هو أن تقييم أجهزة الاستخبارات يرى أن «المسؤولين الصينيين لم تكن لديهم معرفة مسبقة عن الفيروس قبل التفشي الأول».
أما الاستنتاج الثالث فهو أن التقرير يختتم بنتيجة مذهلة مفادها أن «تصرفات» الصين و«عرقلتها» للتحقيق الدولي و«مقاومتها» لمشاركة المعلومات ومحاولاتها لإلقاء اللوم على دول أخرى «يعكس جزئيا عدم يقين الحكومة الصينية نفسها بشأن ما يمكن أن يؤدي إليه أي تحقيق، إضافة إلى شعورها بالإحباط إزاء استغلال المجتمع الدولي للقضية لممارسة ضغط سياسي على الصين».
وأضاف هوكسترا، الذي كان يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى هولندا «إنه من المحتمل أن يكون الاستنتاجان الأول والثاني صحيحين، فبالنظر إليهما معا، نجد أنهما يستبعدان أسوأ سيناريو محتمل وهو أن القيادة في الصين طورت سلاحا بيولوجيا وأطلقته عن عمد إلى عالم لا تخامره شكوك».
وأوضح أن هذه الاستنتاجات لم تطرح أبدا في مناقشة ولذا ليس هناك أي شيء جديد، ولكن «يتعين علينا ألا نشعر بارتياح مفرط إزاء هذا الأمر».
وما يجعل ملخص أجهزة الاستخبارات خطيرا في حقيقة الأمر هو استنتاجه الثالث، الذي ينطوي على أن سلوك الصين غير المقبول منذ إطلاق الجائحة يمكن تبريره وبالتالي تجاهله.
وتساءل هوكسترا بقوله: كيف يمكن اختزال اعتقاد أجهزة الاستخبارات بشدة بأن العرقلة النشطة من جانب الصين لمحاولات المجتمع الدولي للتوصل إلى تفسير لما حدث، وبالتالي الحصول على معرفة أفضل بشأن كيفية مكافحة الفيروس، في «عدم يقينها إزاء ما قد يؤدي إليه أي تحقيق» أو «إحباطها» إزاء ممارسة ضغط سياسي خارجي؟
وقال هوكسترا «إذا كانت أجهزة استخباراتنا تصر على الترويج لوجهة النظر الصينية الوردية هذه، وإذا كان هذا التفكير القائم على التمني يعكس حقيقة ما تعتقده أجهزة استخباراتنا، عندئذ يكون العالم في مأزق عميق».
واختتم هوكسترا تقريره بقوله «وعلى أساس كل شيء مررنا به وتجاربنا خلال السنوات العشر إلى العشرين الماضية، فإن محاولة استرضاء الصين من خلال التغاضي عن سلوكها الخبيث باستخفاف مثلما يفعل هذا التقرير، محكوم عليها بالفشل، إن هذا يعكس ضعفا، ويكافئ الصين ذات النزعة العدائية، ويشجع فقط على أن يكون هناك المزيد من هذه النوعية».