وقال المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي في كابول: إن الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة، عُين نائبا لرئيس الوزراء.
وجاء تعيين برادر نائبا لأخوند بدلا من منصب رئيس الوزراء الأرفع مفاجأة للبعض لأنه كان مسؤولا عن التفاوض على الانسحاب الأمريكي وممثلا لطالبان أمام العالم.
وكان برادر أيضا صديقا مقربا للملا عمر، واضطلع، بحكم موقعه كقائد كبير في الحركة، بالمسؤولية عن الهجمات على القوات الأمريكية. واعتُقل برادر وسُجن في باكستان عام 2010، وصار رئيسا للمكتب السياسي لطالبان في الدوحة بعد إطلاق سراحه عام 2018.
ووقع الاختيار على الملا محمد يعقوب، وهو نجل الملا عمر، ليكون وزيرا للدفاع، فيما أوضح مجاهد في المؤتمر الصحفي أن كل المعينين سيكونون قائمين بالأعمال.
ولم يتضح بعد ما هو الدور الذي سيلعبه في الحكومة الملا هبة الله أخوند زاده، الزعيم الأعلى لطالبان.
ظهور زاده
ولم يُرَ أخوند زاده أو يُسمع علنا منذ انهيار الحكومة المدعومة من الغرب واستيلاء طالبان على كابول الشهر الماضي، بينما صدر عنه بيان أمس دعا فيه للتمسك بحكم الشريعة الإسلامية التي قال: إنها ستنظم جميع شؤون الحكم والحياة في أفغانستان في المستقبل. وسعت طالبان مرارا لطمأنة الأفغان والدول الأجنبية إلى أنها لن تعود إلى نظام حكمها القاسي الذي فرضته عندما كانت في السلطة المرة السابقة حين كانت تنفذ عقوبات علنية عنيفة ومنعت النساء والفتيات من المشاركة في الحياة العامة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، أثناء توجه الرئيس جو بايدن إلى نيويورك: إنه لن يكون هناك اعتراف بحكومة طالبان قريبا.
وأخوند، رئيس الحكومة الجديدة، مقرب من أخوند زاده منذ 20 عاما، ويرأس منذ فترة طويلة هيئة صنع القرار القوية في الحركة، وكان وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء عندما كانت طالبان بالسلطة في الفترة من 1996 إلى 2001.
وفي الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة بوقت سابق الثلاثاء: إن الخدمات الأساسية تتدهور في أفغانستان، وإن الغذاء والمساعدات الأخرى على وشك النفاد، لم يُعط تعيين مجموعة من الشخصيات المرموقة من مختلف عناصر الحركة مؤشرا لأي تنازل تجاه الاحتجاجات التي شهدتها كابول أمس عندما أطلق مسلحون من طالبان النار في الهواء لتفريقهم.
مسيرة احتجاج
وصباح أمس الثلاثاء، هتف مئات الرجال والنساء بشعارات منها «تحيا المقاومة» و«الموت لباكستان» أثناء مسيرة للاحتجاج على سيطرة طالبان على السلطة.
وترتبط باكستان المجاورة بعلاقات وثيقة مع طالبان، وتواجه اتهامات بالمساعدة في عودتها إلى السلطة. وتنفي إسلام أباد ذلك.
وأثار التقدم المباغت لطالبان في أنحاء أفغانستان مع انسحاب القوات الأمريكية الشهر الماضي تهافت الأشخاص الذين يخشون الانتقام على مغادرة البلاد.
وفي الأسابيع التي سبقت انسحاب آخر قوات أمريكية من كابول، أجلت القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة نحو 124 ألفا من الأجانب والأفغان المهددين، مخلفة وراءها عشرات الآلاف ممن يخشون انتقام طالبان.
وقال أحد منظمي رحلات الطيران لـ«رويترز»: إن نحو ألف شخص بينهم أمريكيون عالقون في مدينة «مزار الشريف» بشمال أفغانستان منذ أيام في انتظار الموافقة على مغادرة رحلات الطيران العارض، وألقى باللوم على الخارجية الأمريكية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: «إن المشكلة تتعلق بالوثائق».
وأضاف للصحفيين: ما فهمته هو أن طالبان لم ترفض خروج أي شخص يحمل وثيقة سارية، لكنهم قالوا «إن من ليس لديهم وثائق صالحة»، في هذه المرحلة، فلا يمكنهم المغادرة.