ورددت متظاهرات شعارات تندد بعدم تمثيل النساء في الحكومة، فيما رفعت أخريات لافتات كتبن عليها «عمل... تعليم... حرية».
وأعلنت حركة طالبان أمس تشكيلة حكومة لتصريف الأعمال، دون أن تضم أي سيدة. كما لم تضم أي تمثيل للهزارة، ثالث أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، والتي تعرضت للاضطهاد من جانب طالبان خلال فترة حكمها في أواخر التسعينيات.
اعتقال صحفيين
وألقى مسلحو حركة طالبان القبض على خمسة صحفيين من صحيفة محلية في كابول، وفقا لما أعلنته الصحيفة أمس.
وكتب زكي داريابي، ناشر إطلاعات روز، وهي صحيفة مطبوعة وتحقيقية وتحليلية، تغريدة قال فيها إن طالبان ألقت القبض على أحد صحفيي الصحيفة كان يغطي الاحتجاجات في الجزء الغربي من المدينة.
وأضاف أنه تم إلقاء القبض على ثلاثة آخرين لاحقا، بينهم رئيس التحرير، من مكان آخر بالمدينة. وأشارت الصحيفة لاحقا إلى أنه تم احتجاز صحفي خامس.
وتوقفت وسائل الإعلام المحلية عن تغطية الاحتجاجات بعدما احتجزت طالبان لفترة وجيزة الثلاثاء في كابول مجموعة من الصحفيين كانوا يغطون مظاهرة ضد التدخل الباكستاني في أفغانستان.
واتسم تعامل عناصر الحركة بالعنف مع احتجاجات خرجت في العديد من المدن الأفغانية، الثلاثاء، من بينها هرات وغزني وفايز آباد.
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين لصحفيين، عبر مجموعة على تطبيق «واتساب» أمس، إنه يمكن لمن يريدون تنظيم مظاهرات سلمية القيام بذلك بعد الحصول على تصريح من السلطات.
جيران أفغانستان
وأمس دعت باكستان المجتمع الدولي إلى الانخراط مع الأفغان لمنع حدوث أزمة إنسانية.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، إن البقاء على الوجود الدبلوماسي والدولي في أفغانستان «سيطمئن الشعب الأفغاني».
وجاءت تصريحات الوزير الباكستاني خلال اجتماع افتراضي ضم نظراءه من الدول التي لديها حدود مشتركة مع أفغانستان، استضافته إسلام آباد.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من الصين وإيران وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، لبحث ما إذا كان سيتم الاعتراف بحكومة تصريف الأعمال التي أعلنت طالبان تشكيلها أمس.
وقال قريشي: «إذا ما تم منع حدوث أزمة إنسانية، وضمان الاستقرار الاقتصادي، يمكن حينئذ تعزيز السلام ومنع حدوث نزوح جماعي».
الهند وروسيا
من جهة أخرى قال مسؤولون إن الهند وروسيا تعتقدان أن جماعات متشددة أجنبية تعمل من أفغانستان تشكل خطرا على آسيا الوسطى وعلى الهند، واتفقتا على تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب خلال اجتماع لمسؤولي الأمن الوطني من البلدين أمس الأربعاء.
وقال مسؤول بالحكومة الهندية بعد الاجتماع بين نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي وأجيت دوفال مستشار الأمن القومي الهندي في نيودلهي إن الهند وروسيا تشعران بقلق شديد من تطور الأحداث في أفغانستان.
واتفق الجانبان على ضرورة إلزام طالبان بتعهداتها التي تشمل احترام حقوق الإنسان الأساسية، ومنها حقوق المرأة، وبألا تسمح للجماعات المتشددة باستخدام أراضيها.
وقال المسؤول: «كان هناك اتفاق في وجهات النظر بشأن وجود جماعات إرهابية دولية في أفغانستان وبشأن تهديد الإرهاب لآسيا الوسطى والهند».
ماس وبلينكن
وفي سياق متصل أجرى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن مشاورات حول الوضع في أفغانستان أمس في قاعدة القوات الجوية الأمريكية في مدينة رامشتاين الألمانية.
وخلال لقاء الوزيرين، أكد بلينكن على «الشراكة الجديرة بالملاحظة» بين بلاده وألمانيا.وقال ماس: «أنا سعيد للغاية لأنه أُتِيْحَتْ لنا إمكانية اللقاء هنا، وهو ما سيعمل على استئناف التعاون الجيد والوثيق المتعلق بأفغانستان والذي بدأناه في الأسابيع الأخيرة». وسيبحث ماس وبلينكن أيضا قضايا من بينها كيفية مواصلة إجلاء مواطنين أجانب وحلفاء أفغان من أفغانستان بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة، كما سيجري الوزيران مشاورات مع نظراء لهم من أكثر من 20 دولة حول الوضع العام في أفغانستان وذلك في مؤتمر عبر الفيديو.