أما الباحث حسين عبيري، فقال: تمر المملكة بشكل عام بقفزات كبيرة «ولله الحمد»، بفضل الله، ثم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، ورؤية وطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، شملت مختلف مجال الحياة الاقتصادية والتعليمية والسياحية والثقافية، ويمثل مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية واحدًا من هذه المشاريع المهمة، التي تقوم على أنسنة المدن وبعث الماضي ومزجه برؤيتي الحاضر والمستقبل، فجدة التاريخية تمثل التقدم المدني القديم والعريق في مدينة جدة، التي تحتل موقعًا جغرافيًا مهمًا على البحر الأحمر، وتقع وسطًا بين الحرمين الشريفين، وإعادة إحياء جدة التاريخية جزء من رؤية طموحة تسلط الضوء على تاريخ الإنسان في هذه البلاد المباركة، وهذا بلا شك يعزز الحراك الثقافي ويزيد وهجه، فمدينة جدة التاريخية بعمارتها ورواشينها وأزقتها طالما كانت بوابة للجمال، الذي يحتاج إلى مَن يعيد بريقه وإلهامه، وها قد جاءت الرؤية الحضارية لتعطي للأماكن وهجها الذي تستحقه، ولا شك في أن توجّه ولي العهد لإعادة الحياة إلى المدن ونشر الثقافة التاريخية والروح للأماكن، سيجعل المملكة بما تملكه من هِمّة ومن مواقع ثرية، في مقدمة الدول الحضارية، التي يتوق الناس في مختلف بلاد العالم؛ للاطلاع على تاريخها وحضارتها.
منارة ثقافية
وأكد الناقد والشاعر د. عادل خميس الزهراني أن هذه الخطوة تأتي تأكيدًا للمساعي الحقيقية والملموسة في تحويل التاريخ الثري والعميق، الذي تزخر به هذه البلاد إلى منطقة جذب وأيقونة تعكس حجم التنوع الثقافي والاجتماعي، وما يُفضي إليه من ثراء يجعله محط أنظار السياح الباحثين عن استنطاق التاريخ لفهم الحاضر وتصور المستقبل المشرق لهذا الوطن. وأضاف: كانت جدة وستظل منارة للثقافة والتسامح، ونموذجًا حيًا للتعايش السلمي المنتج، وبهذا تنبض جنبات مدينتها التاريخية، فكل روشان من رواشينها يحمل في تشققاته قصص المجتمع الحجازي العريق، وكل زاوية تحكي ما تحكيه من حكايات الكفاح والنجاح، ومن هنا يكون الاهتمام بهذه المنطقة تكريسًا لهذه القصص، وإمعانًا في أسطرة العبق التاريخي، الذي تفيض به حارات جدة القديمة، وتلهج به قلوب ساكنيها من أهالي جدة، وأعتقد أن هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة ومهمة في عملية البناء والتطوير، الذي بدأ منذ فترة، بعد أن أهملت لعقود للأسف، ولعل هذه الإضافة تنعكس -أول ما تنعكس- فيما يضيفه هذا المشروع من بُعد ثقافي لحركة المنطقة وتفاعلاتها، وأعتقد أن الاستدامة ستكون واحدة من أهم ثمار هذه الخطوة، فجدة منطقة مركزية في ميناء حي وجذاب، ويفترض أن تظل المشاريع التنموية والتطويرية حية ومستمرة فيها، لتضمن استمرارية الوهج، ومضاعفة المخرجات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
مشاريع رائدةوتحدث الكاتب والناشر د. محمد المشوح، فقال: مشروع الأمير محمد بن سلمان لإحياء جدة التاريخية يعد من المشاريع السعودية الرائدة، وهو امتداد للمشروع الكبير الذي نهض به الأمير محمد بن سلمان، في سبيل المحافظة على التراث السعودي الممتد لسنوات طويلة، ولا شك في أن جدة التاريخية لها جذور وأصول وعبق تاريخي عريق، يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، فمبادرة سموه الكريم في إحياء جدة، والمحافظة على هذا التراث الكبير امتداد للإرث التاريخي الزاخر الذي تكتنزه المملكة، ومعالم جدة التاريخية التراثية تحتوي على العديد من المباني المهمة والعريقة ذات الطراز المعماري الرائع واللافت، وهناك العديد من المباني التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهناك مساجد وأسواق قديمة وواجهات جميلة بحرية، وهناك أشياء كثيرة تحتاج إلى رعاية واهتمام.
وأضاف: هذه المبادرة تدوّن في السجل التاريخي الحافل، الذي ينهض به سمو ولي العهد في مختلف مناطق المملكة، بالمحافظة على السمات التاريخية التي تمتلئ وتكتنز بها المدن والمحافظات، وفي اعتقادي أن هذا سوف ينعكس على جوانب اقتصادية وسياحية مهمة في جدة خصوصًا، وستكون إحدى الواجهات المفضلة لدى السائح الذي يزور المملكة ويريد أن يتعرف على ثقافاتها وتراثها المتعدد والمتنوع، والجميع يترقب استكمال هذا المشروع الكبير ليضاف إلى المشاريع الكبرى، التي تُعنى بالمحافظة على المعالم التاريخية، والتي بدأت في منطقة ومدينة الرياض.
المشروع يقوم على أنسنة المكان وبعث الماضي ومزجه بالحاضر والمستقبل
خطوة ستنعكس سريعا على جوانب اقتصادية وسياحية في تاريخ جدة
أشاد عدد من المثقفين بإطلاق مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية»، ووصفوه بأنه جزء من رؤية طموحة تسلّط الضوء على تاريخ الإنسان في المملكة، وأنه سيعزز بلا شك الحراك الثقافي ويزيد وهجه، وأكدوا أن المشروع يدل على الدعم الكبير من القيادة للقطاع التراثي والتاريخي، لتفعيل دور المنطقة التاريخية على خريطة السياحة المحلية والدولية، لا سيما بعد اعتمادها من منظمة اليونسكو كمنطقة تاريخية، وتحقيق التطور المنشود لثقافة الوطن.