@Miss__amani
تختلف الرغبات والقدرات من إنسانٍ إلى آخر تبعًا لما يمليه عليه الفضول وحب الاكتشاف، وقد راعت رؤية المملكة 2030 هذه الفروق الفردية بين طلابها، فأوكِل إلى وزارة التعليم اتخاذ قراراتٍ جديدة تضمن لكل طالبٍ المسير في طريق دراسةٍ مستقبلية ناجحة، وتقرر افتتاح مسارات عدّة وهي: مسار الصحة والحياة، المسار العام، والشرعي، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسب والهندسة.. وتهدف جميعها إلى تنمية مهارات الطالب في المواد التي يفضلها، فالذي يكتشف في نفسهِ طموحًا نحو التقنيات سيجد متعته في مسار علوم الحاسب والهندسة، وإن كان ميله لتنوع المواضيع ما بين الصحةِ والعلوم والفنون! فالمسار (العام) هو الأنسب، أما مسار (علوم الصحة والحياة) فهو مناسب للشغوفين بالطبّ والعلوم الحيوية! ولم تغفل المملكة عن أهمية الكيان الديني وأثره في إرساء السلام وتعزيز القوانين، ولذا وُجد المسار (الشرعي)، حيث تُدرّس مبادئ القانون وعلوم القرآن.. ولأولئك المبدعين في عالم التجارة والأموال، فإن مسار (إدارة الأعمال) سيوافق تطلعاتهم! إذ يتسنى لهم فهم الاقتصاد والمحاسبة والتسويق، واكتساب المهارات التي تساعدهم على التميز في تخصصهم الجامعي وبالتالي في سوق العمل، وقد وضعت خطة المسارات لتحقيق أهدافٍ تتصل بالسلوك والتواصل والعلاقات الاجتماعية وتعين على امتلاك الأدوات اللازمة بحسب كل اختيار.. إن سرعة البديهة والتفكير النقدي، والقدرة على حل المشكلات، الإبداع في إيجاد أفكارٍ جديدة، إضافة للقيادة الفعالة وتحمل المسؤولية؛ كلها أدوات سيحوزها الطالب ويتدرب عليها عبر التطبيق والممارسة، لتتكامل الجوانب التعليمية فيتكامل نمو الطالب، هذه بالتحديد هي الأشياء التي سيتم التركيز عليها وتنميتها وفق ما يُسمى بـ (مهارات القرن الحادي والعشرين)، التي تبعًا لها ستؤثر على أهمية وجود شهادةٍ جامعية تُثبت كفاءة الطالب في سوق العمل بعد إنهاء مساره في الثانوية، فوفقًا لهذه الطريقة بالتعليم، سيتخرج الطلاب على أعلى مستوى، ما يجعل من ضمن خطة الوزارة إصدار شهاداتٍ مهنية أو مهارية تضمن التحاقه بوظيفةٍ توفر له طيب العيش وتمنحه فرصة الترقي وفقًا لاجتهاده، كما يتمتع نظام المسارات بمزايا خاصة به، موادٌ جديدة، فرص تطوعية، أنظمة لتسهيل التعلم عن بُعد.. وكثيرٌ من الامتيازات، التي تساهم في اندماج الطالب مع مساره بارتياح وتوفر له كل السبل لمواصلة التقدم، لا سيّما المرونة! فقد يختار الطالب مسارًا معينًا معتقدًا في نفسه أنه الأصلح له، فيكتشف بعد ذلك أنه أخطأ الاختيار! وتكمنُ مرونة النظام في كونه يستطيع الانتقال بين مسارٍ وآخر يجدُ فيه مطلبه، أو باستطاعته نيل تعليم مضاعفٍ في جوانب الضعف عنده لتقويتها وسدّ الفروق بينه وبين زملائه، كذلك فإن المشاريع المشتركة بين الطلاب كثيرة وتقوّي التواصل الاجتماعي والتعاون في بيئة العمل وتبادل الأفكار والخبرات.. ما يثبت أن نظام المسارات أحد أفضل الخطط، التي تحقق رؤية المملكة على الوجه الأمثل، وتجعل من خرّيج هذا النظام شخصًا محبًا للتعلم، معتزًا بوطنه، منتجًا، فعالاً، وذا شخصية يُشار إليها ويُضرب بها المثل في المثابرة والإبداع..
أما علاقة النقلة التعليمية برؤية المملكة، فالدولة تقومُ بشعوبها ومدى وعيهم وتقدمهم التعليمي، والسعي خلف العلم شرفٌ وغاية ورفعة وقوة وفي ظل التقدم الحاصل في العالم؛ لم تعد الدرجات الأكاديمية كافية لإثبات جدارة الطالب أو لتمثيل نجاحه في جوانب الشخصية والتعاملات داخل إطارٍ مهني، ورغبةً في إعداد جيلٍ فاعل يبتكر ويحاور ويتنافس عالميًا ممثلاً دولته؛ حاولت المملكة دائمًا دراسة أفضل الحلول والبدء بتنفيذها دون إبطاء، ونتوقع بشائر نجاحٍ سنشهد أثرها لسنواتٍ وسنواتٍ قادمة، ونحنُ لها!
@Miss__amani
@Miss__amani