* أقول هذا بعدما ابتلينا ببعض الأشخاص وقد خرجوا علينا بفكر عقيم ومنطق هابط وانحدار لغوي مزعج فمن يلاحظ انكباب الشباب على مواقع التواصل وهم يقضون جل أوقاتهم على أجهزتهم اللوحية أو هواتفهم المحمولة لمتابعة جديد ما يعرض على بعض التطبيقات لأولئك (المشاهير) وخصوصا تطبيقي تويتر وسنابشات.
* وعندما أصف ذلك بأنها رزية مضاعفة فلي مبرراتي في إطلاق الوصف، فأما المبرر الأول فلأن ما ينشر من مشاركات جوفاء هو أقرب للتفاهة والسخف وتنحصر الغاية منها في الإثارة اللحظية فقط لجذب أكثر عدد ممكن من المتابعين دون أن يكون هناك المحتوى النافع والمادة ذات المردود الإيجابي على ثقافة وأفكار المتلقي وينمي وعيه ويبصره بالجديد والمفيد.
* وأما المبرر الثاني فهو إطلاق مصطلح المشاهير فقط على من يستمدون شهرتهم من الفن كالغناء، أو التمثيل، أو ركل الكرة - بالطبع فأنا هنا لا أعترض على ممارسة الرياضة أو تقديم الفنون المتعددة كالرسم والتمثيل والغناء - وجميل أن يكون لنا حضور في مختلف الميادين لكن أن تختزل الشهرة في أرباب هذه الممارسات في الوقت الذي يزخر حاضرنا المشرق بمن يستحقون أن تكون لهم الأسبقية في نيل ألقاب الشهرة وما أكثرهم، فهناك مبدعون من الجنسين في مختلف العلوم وفي الطب وفي الإدارة وفي الأدب وفي الطيران.
* ومن المفارقات التي تنبئ عن المزيد من الخيبة أن هذه الممارسات أصبحت وسيلة تدر الملايين على أصحابها فقد أصبحوا للأسف حديث المجالس ويتصدرون البرامج الحوارية في الفضائيات بطرحهم الفارغ فكرا ومحتوى، وذاك لعمري خطر داهم باعتبار الشريحة المستهدفة هي شريحة الشباب من الجنسين والتي تشكل ما يزيد على 65- 70 % من المجتمع.
* ثم إن هناك حقيقة غائبة -أو مغيبة - وهي تساؤل يحتاج منا كمجتمع أن ننقب جيدا عن الإجابة الشافية إذا أردنا تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة عن هذه الشهرة الضارة والمشاهير الأكثر ضررا على المجتمع وبالذات على النشء. والتساؤل هو: من الذي أوصل هؤلاء إلى هذه المكانة الوضيعة من تدني السقف الفكري لديهم وشجعهم على استخدام المفردات الهابطة فقط لكي نضحك أو بالمفهوم الدارج نطقطق؟؟ ألسنا نحن كمجتمع لأننا لم ننكر ذلك؟؟
* أم أن إتاحة الفرصة لهم من خلال بعض وسائل الإعلام غير المنضبطة ساعد على استفحال هذه الظاهرة؟؟ في الوقت الذي ننسى أننا نهدر فيه أوقاتا ثمينة بالإمكان أن تستثمر فيما هو أجدر وأجدى، وحتما لو لم يجد من يطلق عليهم المشاهير التجاوب والمتابعة والتسهيلات لمشاركاتهم لتواروا وربما تيقظوا إلى أهمية تصحيح مسارهم.
* ترنيمة:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
[email protected]