ولا أعلم مَنْ أطلق تلك العبارة، التي سادت وكأنها تأطير شرعي أخذ به وركز عليه وكأنه العلاج الوحيد، الذي يستخدم في معالجة المرضى والمبتلين بسلوكيات تدفع ثمنها هذه الزوجة، التي أغريت بأن فارس الانهزام من أسرة معروفة وأسرة مشهود لها بالكمال والتمام يقال لها ذلك دون أن يتجرأ أحد بمصارحتها وكأنه الملاك الطاهر، والرجل الوحيد، ومحقق النجاحات، والتميز.
تعيش معه أياما وتكتشف ملاحظات وتصرفات وتضع بخزينة ما عرفتم بعض. اصبري. ويا لهذا الصبر يمتد ويمتد حتى يصبح من ثلاثين حلقة، ودروس يومية تستشهد بها الأم أو الأخت الكبرى على صبرهم ومرارتهم وبأن ما يحدث يفعله جميع الرجال وتمر به جميع المتزوجات.
تطوي صفحة الشكوى وتسلك طريق التوصيات، أحدهم يخرج ولا يأتي إلا صباحاً وغيره يأكل لوحده ويغلق على نفسه، وتستمر صور أكثر وتصرفات أسوأ بحجة وبدون حجة.
خرجت من بيت والدها وهي المدللة المكرمة، التي يستعينون بها حينما تصيب الأب حالة العناد ويرفض بعض الإجراءات وتبقى هذه الفتاة هي التي تتدخل وتحل ما يصعب..
واليوم تقع ضحية لشخص لا يقدر حياة زوجية، ولا يبني أسرة، ولا يهتم بمسؤولية، ولا يعرف ما له و ما عليه.
أقول هنا مكافحة الغش ليس في السلع، بل حتى في اختيار الإنسان، الذي يتقدم لخطبة فتاة، وضبطها يبدأ من الأسرة على أن يتقوا الله في أن يقولوا ما يعرفونه دون إخفاء لحقائق يتم اكتشافها بعد الزواج، وينشأ التفكك والصراعات، ولا تنتهي إلا في مشهد للمحاكمة بعد أن نفدت جميع الحلول.
لا تزكي شخصاً لا تعرفه! ولا تخفي شهادة حتى على نفسك.
وليت مَنْ قال زوجوه يعقل استبدلها بعقلوه ثم زوجوه.
@Alsuhaymi37