يكافح جميع الناس من أجل النجاح، وقد تختلف أفكارهم عنه لكنهم يتفقون جميعا على الرغبة في بلوغ الهدف، وهذه الكلمة هي التي تجسد جوهر ما نسميه النجاح، وهي تعني فكرة الوصول إلى هناك أي إلى الهدف، الذي خططنا له، ولقد حاول العديد من المؤلفين والمحفزين أن يعرضوا أساليب محددة للنجاح، ورغم أن بعضهم قدموا خدمة قيّمة لمَنْ كانوا يتبعونهم غير أنه لم يكن هناك أحد قادر على رواية القصة كاملة، والسبب لأنه لا يوجد طبعان متشابهان، ولا توجد مجموعتان متماثلتان تماما من الظروف، وبذلك تكون من الحماقة محاولة وضع قواعد للتطبيق العام تقود الجميع إلى هدف النجاح الكبير، ولو نظر المرء حوله سيلاحظ بوضوح الاحتياجات المختلفة للأفراد، وسيدرك صحة ذلك، فكل شخص حقق النجاح سلك طريقه الشخصي وكانت له وصفته الخاصة، وفي الحقيقة تلعب سمة التفرد الدور الأهم في النجاح، فالتفرد الشديد يتيح للناس أن يحيدوا عن أي قواعد موضوعة أو مسارات مرسومة للعمل، وهكذا يمكن القول كمبدأ عام إن كل الناس يجب أن يحققوا نجاحهم الخاص وفقا لشخصياتهم الفريدة، وليس باتباع قاعدة محددة أو طريقة معينة من السلوك، ويترتب على ذلك وجوب امتلاكهم لشخصيات فريدة قبل أن يمكنهم العمل وفقا لطرقها، وعلى قدر تفردهم وتميز بصمتهم الشخصية سيمتلكون الشرط الأساسي لتحقيق النجاح، فكل شخص يمتلك شخصية فريدة كامنة، لكن القليلين منا الذين يسمحون لها بالتعبير والإثبات، وغالبيتنا يهرول برضا مثل الغنم وراء الكبش، الذي يقود القطيع، والذي يعمل جرسه الرنان على توجيه خطواتنا، حيث نعتقد بسذاجة أن حاملي الأجراس الرنانة يملكون ملخص المعرفة وجوهرها، والقوة العقلية والقدرة على التفكير، وبدلا من أن نكشف عن قوانا الخاملة وإمكاناتنا الكامنة، نقمع طبيعتنا ونكتفي بالهرولة، فنحن كائنات مقلدة بدلا من أن نتولى مسؤولية توجيه خطواتنا بأنفسنا، وننتظر حتى يأتي شخص ليأخذ زمام المبادرة ثم نندفع خلفه، ودوما ما يفتقد القطيع للشخصية الفريدة وروح المبادرة، أما الناجحون فمعظمهم يمتلكون الحس القيادي، ودرجة عالية من تأكيد الذات، والتوجيه الذاتي، ولو أنهم تراجعوا للوراء بأسلوب انسحابي، لنحاهم القطيع جانبا لصالح مَنْ يجيدون التقدم للأمام، ولهذا فالسر الأهم في وصفة النجاح هو امتلاك الشخصية الفريدة الكافية لتصبح قائد نفسك، ولكي تمتلك الجرأة على وضع قوانينك الخاصة، فالأفراد الأقوياء لا يستمدون رضاهم من الطموحات الصغيرة، بل من القوة الداخلية والرؤية الخاصة، التي تجعل الجميع منقادا لهم بسهولة وطواعية، وما يسمى بالشخصية الفريدة هو شيء حقيقي وفطري بداخل كل واحد منا، ويمكن إدراكه إذا حاولنا ذلك بإيمان عميق، وعزيمة صلبة، وكل واحد منا يعد فردا متميزا ومختلفا عن أي آخر في هذا الكون، والتعبير عن التفرد هو السر الأقوى للنجاح.
@LamaAlghalayini