ضعاف النفوس يستغلون «المسيار» بطرق غير صالحة
تعزيز ثقافة المستشار الأسري ضرورة مجتمعية
تقييم الحياة الزوجية كل 3 أشهر يديم الرضا والوئام
التكاليف والمهر العالي معوقات أمام الشباب
السؤال عن المتقدم للخطبة واجب على ولي أمر الفتاة
شرطا «القيادة» و«العمل المختلط» الأكثر رفضا في العقود
تصرفات «لاإنسانية» وراء ارتفاع طلبات الخلع
شروط العقد حق للزوجة وللرجل القبول أو الرفض
المؤخر جزء من الصداق ويعد دينا في عنق الزوج
الحوار والتعامل الراقي يحل المشاكل ويزيد الترابط
كشف المأذون الشرعي ورئيس مركز تكوين الأسرة «للتوفيق بين راغبى الزواج» فيصل الردادي عن ارتفاع نسب الطلاق خلال جائحة كورونا، مرجعا ذلك إلى سببين، الأول، بقاء الزوجين معا لفترات طويلة، والثاني عمل المرأة في المواقع المختلطة، ودعا في حوار مع «اليوم» إلى إجراء تقييم دوري للحياة الزوجية والتواصل مع المستشارين الأسريين للتمتع بحياة زوجية سعيدة، وللتغلب على المشاكل والمعوقات، كما طالب أولياء الأمور بتيسير المهور على المتقدمين للزواج من بناتهم، والتأكد من الشخص المتقدم قبل الرد بالموافقة. وفيما يلي نص الحوار:
* ما هو مركز تكوين الأسرة وكيف بدأ؟
- بدأ مركز تكوين الأسرة من الحاجة الماسة لوجود قناة رسمية تهتم وتعتني بالتوفيق بين راغبي الزواج، وقد بدأ من خلال إحدى الجمعيات الخيرية، وبعد تحملها تكاليف كبيرة اعتذرت عن الاستمرار به، والمركز حاليا عبارة عن موقع إلكتروني يتم فيه تسجيل كامل البيانات حسب المواصفات المطلوبة، دون أن يكون هناك تواصل مع راغبي الزواج فيما بينهم، حيث يقوم ممثل المركز بالاطلاع على البيانات وعمل طلب الارتباط، ويستطيع خلالها راغب الزواج الاطلاع على الاستمارة، وعند قبول الطلب يتم التواصل من قبل رئيس المركز، ثم طلب رقم ولي أمر الفتاة وإعطائه لطالب الزواج، ثم يتم التقدم بشكل رسمي، وفي حال امتلاك المركز الإمكانات ستكون هناك متابعة إلى أن يتم الزواج، وتوفير مستشار أسري لمتابعتهم.
* هل هناك زيادة في حالات الطلاق، وما أسبابها؟
- زادت حالات الطلاق بعد جائحة كورونا عما قبلها، وتعود الأسباب في ذلك لبقاء الزوجين لفترات طويلة معا، حيث يعد التعدد أحد الحلول للحد من زيادة حالات الطلاق، كما يعد عمل المرأة من أحد الأسباب في زيادة الطلاق، لأن بعضهن لا يستجبن للزوج، إضافة إلى أن عمل المرأة في المواقع المختلطة قد يكون سببا في ذلك، عندما تقارن زوجها بالأشخاص الذين خالطتهم، ويؤثر ذلك على الحياة الزوجية، وهناك أشخاص مع المجتمع يتحلون بأجمل الأخلاق، إلا أنه مع أسرته من أسوأ ما يكون.
* ما نظرة المجتمع لزواج المسيار، وما سلبياته؟
- العديد من النساء ينظرن لزواج المسيار أنه غير جيد، بينما هناك مَنْ يستغله في طرق غير صالحة، وهناك مَنْ أصبح يسوق إلى هذا الزواج، وهن ما يسمين بـ «الخاطبات»، والمتاجرة بهذه الطريقة، إلا أن مركز تكوين الأسرة لم يواجه هذه الطلبات إلا بشكل نادر.
* ما الأساليب المقترحة لعلاج المشاكل الزوجية؟
- العلاج للمشاكل الزوجية يكمن في تعزيز ثقافة المستشار الأسري، وأنا كمأذون شرعي عند كتابة العقود أنصح المقبل على الزواج بالاستماع للمستشارين الأسريين، لأن قبل وقوع الطلاق الرسمي يقع الطلاق العاطفي بين الزوجين، والمفترض على الزوج والزوجة تقييم حياتهما كل ٣ أشهر لاستمرار الحياة بتوافق ورضا تام بينهما، والاستعانة بالمستشارين الأسريين، حيث إن هناك أمورا تتراكم إلى وقوع الطلاق.
* ما العوائق التي تواجه المقبلين على الزواج؟
- تكاليف الزواج واشتراط مهر عالٍ، وهي من الأمور التي تعوق الشباب عن الزواج، ويعود الأمر في ذلك إلى والد الزوجة، ويجب أن يكون حكيما في هذا الأمر، حيث إن ارتفاع الأسعار سيوقع الزوج في استدانة الأموال، وذلك سينعكس على حياة الزوجة الاجتماعية، وأوصيهم بدلا من ذلك بخفض الأسعار حتى يتاح لهم السفر والترويح عن النفس، وأما الشروط حق من حقوق الزوجة وللرجل القبول أو الرفض، وأما ما يخص المهر فالكثير يجهل أن المؤخر هو جزء من الصداق أي جزء من المهر، وهو دين في عنق الزوج، ويظن الكثير أن ذلك مرتبط بالطلاق واختلفت الأقوال في ذلك، وهناك مَنْ يضع على نفسه مبالغ عالية جدا في المؤخر ولا يعلم أن ذلك جزء من الصداق.
* ما الشروط التي ترفض في عقود النكاح من قبل الزوج؟
- القيادة والعمل المختلط، إلا أن نسبة رفض شرط القيادة أصبح قليلا، ولا تزال نسبة رفض العمل المختلط عالية.
* ما ركائز الحياة الزوجية السعيدة؟
- ركائز الحياة الزوجية: الحوار، وتقييم الحياة الزوجية كل ٣ أشهر، والتعامل الراقي مع المرأة؛ لأن ذلك يزيد من ترابط الحياة، وتقييم الحياة والحوار قد يحل العديد من المشاكل ويعود الزوجان كبداية الزواج.
* هناك توجه من بعض النساء للخلع، ما أسباب ذلك؟
- أسباب الخلع أن النظام أصبح يعطي المرأة حقها، ولكن البعض من الرجال يأتي بتصرفات غير إنسانية مما جعل للمرأة الحق في الخلع، وعدم السؤال عن الزوج ومعرفة إيجابياته وسلبياته أمر خاطئ، وهي أمانة يتحملها الأب، ويجب عليه معرفة كل ذلك وإبلاغ ابنته، وفي حال قبولها تصبح هي المسؤولة.
* ما الآثار السلبية التي تؤثر على الزواج؟
- إدمان المخدرات، ويجب أن توضع في الفحص الطبي للزواج، وكذلك الأمراض النفسية، والحل في ذلك السؤال من قبل ولي الأمر.
* اذكر لنا قصصا وأحداثا مرت بك؟
- القصة الأولى: امرأة اشترطت في العقد قيادة السيارة وقبل الزوج بذلك وبعد كتابة العقد لم يكن والد الزوج يعلم به، وعند علمه بذلك غضب وكاد أن ينهي العقد رغم أن الزوج راضٍ تماما بهذا الأمر، ثم تم الصلح في هذا الأمر وتم الزواج.
والقصة الثانية: رجل مسن كفيف جاءني يشكو لأنه بعد رفضه زواج ابنته من رجل في دولة أخرى، هربت الفتاة من المنزل ولم تتواصل إلا بعد مضي وقت مع شقيقتها لتبلغها أنها خارج المملكة، وأوصي جميع الآباء بعدم منع بناتهم من الزواج.
والقصة الثالثة: أثناء وجودي لعقد نكاح لأحد الأشخاص على امرأة مطلقة، وكان وليها هو شقيقها، حيث إن والدها متوفى، وعند وصولي للمهر سألت ولي أمرها كم هو المهر المتفق عليه؟ فقال ريال ونكتفي بأن نكسب الرجال، قفلت له اذهب واسأل شقيقتك، فعاد قائلا إنها طلبت 80 ألف ريال، وبعد عدة محاولات تم الاتفاق على 60 ألف ريال، وكتب الزوج الشيك رغم عدم اقتناعه، فكثيرا ما نواجه عوائق في هذا الأمر بسبب عدم الاتفاق المسبق بين الزوج وأهل الزوجة.
* ما عدد المستفيدين من «تكوين الأسرة»، وما احتياجاته؟
- عدد المستفيدين من مركز تكوين الأسرة تقريبا من ٥٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ شخص، ويحتاج المركز إلى الدعم، وإنشاء جمعية للتوفيق بين راغبي الزواج، والأفكار في ذلك كثيرة، وأدعو فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية إلى تبني هذا الموضوع لأنه موضوع اجتماعي، وأنا قمت بتزويج ابني وابنتي عن طريق هذا المركز، وأنا أضع رقمي وصورتي وبياناتي كافة لإثبات المصداقية، ولا نأخذ أي مقابل لذلك، وقد تجاوزت الزيجات أكثر من ١٠٠ عبر الموقع، ولو وجد الدعم سيخفض من المشاكل والطلاق، وبسبب عدم وجود الدعم حصل مشكلة في التطبيق بسبب عدم سداد المستحقات.