وقال مصدر أوروبي يتابع شؤون غرب أفريقيا ومصدر أمني في المنطقة: إن ألفا على الأقل من المرتزقة قد يشاركون في الأمر، وقال مصدران آخران: إنهما يعتقدان أن العدد أقل من ذلك لكنهما لم يقدما تقديرا للعدد.
مقابل خدمات
وقالت أربعة مصادر: إن مجموعة فاجنر ستحصل على حوالي ستة مليارات فرنك أفريقي (10.8 مليون دولار) شهريا مقابل خدماتها. وأشار مصدر أمني يعمل في المنطقة إلى أن العناصر سيقومون بتدريب جيش مالي وتوفير الحماية لمسؤولين كبار.
ولم يتسن لرويترز التأكد من عدد المرتزقة الذين قد يشاركون ولا مقابل عملهم ولا تحديد الهدف الأساسي للمجلس العسكري الحاكم في مالي من أي اتفاق يسمح بوجودهم.
ولم يتسن لرويترز التواصل مع مجموعة فاجنر للحصول على تعليق.
ونفى رجل الأعمال الروسي يفجيني بريجوزين، الذي تربطه وسائل إعلام منها «رويترز» بمجموعة فاجنر، أي صلة له بالمجموعة.
ولم يستجب مكتبه الصحفي بعد لطلب بالتعليق على هذه القصة.
وقالت المصادر الدبلوماسية: إن المساعي الفرنسية الدبلوماسية تتضمن طلب مساعدة شركاء مثل الولايات المتحدة في إقناع المجلس العسكري في مالي بعدم المضي قدما في هذا الاتفاق وإرسال دبلوماسيين كبار إلى موسكو ومالي لإجراء محادثات.
وأضافت المصادر الدبلوماسية إن فرنسا قلقة من أن يقوض وصول مرتزقة روس عمليتها المستمرة منذ عشر سنوات لمكافحة الإرهاب والتصدي لمقاتلين لهم صلة بتنظيمي «القاعدة وداعش» في منطقة الساحل بغرب أفريقيا في وقت تسعى فيه لتقليص عملية «برخان» التي يشارك فيها خمسة آلاف جندي بهدف إعادة تشكيل القوة حتى تضم المزيد من الشركاء الأوروبيين.
رد فرنسي
ولم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على طلب تعليق لكن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا انتقد تدخل مجموعة فاجنر في الدول الأخرى.
وقال متحدث باسم زعيم المجلس العسكري الحاكم في مالي، الذي تولى السلطة إثر انقلاب عسكري في أغسطس 2020: إنه ليس لديه معلومات عن مثل هذا الاتفاق، وأضاف دون إسهاب «إنها شائعات، المسؤولون لا يعلقون على الشائعات».
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في مالي «الرأي العام في مالي يؤيد المزيد من التعاون مع روسيا بالنظر للوضع الأمني الحالي، لكن لم يتخذ قرارًا بعد بشأن طبيعة هذا التعاون».
ولم ترد وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان على طلبات تعقيب وكذلك الكرملين والرئاسة الفرنسية.
ويوم الإثنين، قتل خمسة عسكريين ماليين وثلاثة من المهاجمين في كمين نصبه مسلحون إرهابيون وسط البلاد.
وأوضح الجيش المالي في بيان له «أن الهجوم نفذ في منطقة ماسينا»، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى حصيلة القتلى جرى إحراق خمس آليات عسكرية مالية، كما دمرت ثلاث آليات للمهاجمين، مضيفاً «إن دورية عسكرية مالية ردت بقوة على الكمين».
من جانب آخر لقي سائقا شاحنتين مغربيان مصرعهما إثر هجوم مسلح تعرضا له بينما كانا يتوجهان نحو العاصمة باماكو وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية مغربية وأمنية مالية باليوم ذاته.
وقالت مصادر رسمية مغربية: إن سائقين مغربيين كانا يقودان شاحنة محملة بالبضائع في اتجاه باماكو قتلا بالرصاص من قبل عناصر مسلحة وأصيب ثالث بجروح وتمكن رابع من النجاة.
مهاجمة مغاربة
وذكرت وكالة «المغرب العربي» للأنباء، أن الحادث وقع السبت على بعد 300 كيلو متر من العاصمة باماكو «حين اعترضتهم مجموعة مسلحة من عدة أفراد كانت مختبئة بين الأشجار على جنبات الطريق، فأطلقت الرصاص في اتجاه السائقين المغاربة».
وأضافت المصادر إنه تم نقل السائق المصاب لأحد المستشفيات المحلية لتلقي العلاج وأن حالته لا تدعو للقلق.
ونقلت عن شهود عيان «أن المهاجمين كانوا مقنعين ويرتدون واقيات من الرصاص، ولديهم أجهزة اتصال لاسلكي، كما أنهم لم يقوموا بسرقة أية أغراض إذ لاذوا بالفرار مباشرة بعد ارتكاب جرمهم».
وقالت المصادر: إن السفارة المغربية بباماكو على اتصال مع السلطات المختصة لاستكمال الإجراءات المطلوبة في هذه الحالات بما في ذلك طلب فتح تحقيق من طرف السلطات المالية.
ويشتكي المغرب من المهربين والجريمة في منطقة الصحراء الغربية، وكان قد فرض العام الماضي طوقا أمنيا، وبنى حاجزا رمليا جديدا لمنع ما يسمى بـ «البوليساريو» من الوصول إلى منطقة الكركارات في الصحراء الغربية.
ويسعى المغرب لتعزيز التجارة البرية مع بلدان أفريقيا خاصة منذ تأمينه لمعبر الكركارات البري الذي يعتبر بوابة الرباط نحو أفريقيا جنوبي الصحراء.
وتستعمل الشاحنات خاصة لتصدير الفواكه والخضر والصناعات الغذائية المغربية لدول غرب أفريقيا.