وأضاف بيان المنظمة الدولية أنه «منذ ذلك الحين، لم يتم تحميل أي مسؤول أو عنصر في الأمن مسؤولية هذه الوفيات، وهذا يعكس التاريخ الطويل للنظام الإيراني في الحفاظ على القتلة في مأمن من العقاب».
وتابعت منظمة العفو الدولية في بينها أنه «قبل أسابيع قليلة فقط، تم تسريب شريط فيديو من سجن إيفين سيئ السمعة، قدم أدلة مقلقة على تعرض السجناء للضرب والتحرش الجنسي، وغير ذلك من ضروب المعاملة السيئة للسجناء على أيدي سلطات السجن».
ونشرت جماعة «عدالة علي» تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي التقطتها كاميرات المراقبة الأمنية وتظهر حراسا يضربون سجناء ويجرون أحدهم على الأرض.
وتظهر إحدى اللقطات رجلا هزيلا يتم جره نحو السجن، بينما كان رجل دين يسير على الدرج ويمر بجانب الرجل دون أن يلتفت إليه. كما شوهد حراس في مقطع فيديو آخر وهم يضربون أحد السجناء.
وفي مشاهد أخرى كان حراس السجن يتقاتلون في ما بينهم، كما يفعل السجناء وقد حشر الكثير منهم في غرفة واحدة.
ووعدت المجموعة، التي اخترقت نظام شبكة كاميرات المراقبة في سجن إيفين، بأن تستمر «في فضح الممارسات الجائرة للحكومة والإعدامات وما يجري في سجونها السرية لإسكات المناضلين».
وتظهر الفيديوهات، التي بثها «راديو فردا» لأول مرة، تعرض سوء معاملة السجناء، وتهريب المخدرات إلى السجون، والاشتباكات بين الضباط، ومحاولات انتحار من قبل السجناء. وتقول مجموعة «عدالة علي» إنها حصلت على الصور من خلال اختراق كاميرات أمن سجن إيفين.
إفلات من العقاب
ويتابع بيان منظمة العفو الدولية الجديد: «إن تقارير الأمس عن وفاة ياسر منقوري في ظروف مريبة تكشف بشكل أكبر كيف أن بيئة الإفلات من العقاب السائدة تشجع قوات الأمن على انتهاك حقوق السجناء دون خوف من العواقب أو المساءلة».
وقال البيان: «آخر حالة هي حالة ياسر منقوري البالغ من العمر 31 عاما، والذي أعلن مسؤولو وزارة المخابرات في أورميه، بمحافظة أذربيجان الغربية، عن وفاته في 8 سبتمبر 2021. وحتى الآن لم تتم محاسبة أي مسؤول على هذه الوفيات أثناء الاعتقال ولم يتم تقديمه أي أحد إلى العدالة».
حرمان من الحقوق
وقالت هبة مورايف، مديرة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: «إن نبأ وفاة ياسر منقوري، في ظروف مريبة يظهر مرة أخرى كيف فسحت أجواء الإفلات من العقاب المجال لقوات الأمن لحرمان السجناء من حقهم في الحياة دون خوف من العقاب».
وأضافت أن «الرفض المنهجي للسلطات لإجراء أي تحقيق مستقل في الوفيات أثناء الاحتجاز هو مظهر مرير لتطبيع الحرمان التعسفي من الحق في الحياة من قبل مسؤولي النظام».
وكتبت منظمة العفو الدولية أنها تتفق مع المقرر الخاص للأمم المتحدة حول إيران بشأن «عدم وجود قنوات داخلية للتصدي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران»، وتذكر أنه في تقريره الأخير للجمهور في يوليو، طالب العالم بأن يلعب «دوره المهم في ضمان المساءلة».
ودعت منظمة العفو الدولية، إلى جانب 9 منظمات أخرى لحقوق الإنسان، الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، إلى إنشاء آلية تحقيق ومساءلة لجمع الأدلة والوثائق المتعلقة بأخطر الجرائم الدولية المرتكبة في إيران، وتوفير الأساس للمحاكمات الجنائية العادلة.