وأشار إلى أن هذه المكالمة تأتي فيما بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعشية الذكرى الـ 20 لهجمات 11 سبتمبر ووسط توقعات عالية إزاء «عقيدة بايدن» التي تكافح من أجل أن تولد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ونوه بأن كل هذه اللحظات الثلاث هي لحظات حاسمة وسط خلفية من الإشارات المؤكدة على التراجع البطيء والمطرد للولايات المتحدة، لكنه تسارع في الآونة الأخيرة.
ومضى يقول: يحدد مقال ممتاز في مجلة «فورين أفيرز» عقيدة بايدن على أنها نسخة متماسكة من الواقعية البراغماتية، وهي طريقة تفكير تُقدر تقدم المصالح الأمريكية الملموسة، وتتوقع من الدول الأخرى اتباع مصالحها الخاصة، وتغير المسار للحصول على ما تحتاجه الولايات المتحدة في عالم تنافسي في تغيير محل ترحيب بعد عقود من السياسة الخارجية الأمريكية الحازمة التي أهدرت الأرواح والموارد في السعي لتحقيق أهداف غير قابلة للتحقيق.
وتابع كاتب المقال: لكي نكون منصفين، بمجرد أن أصبح واضحا أن الحربين في أفغانستان والعراق كانتا تسيران بشكل خاطئ، عارض بايدن أي استراتيجية لتمديد وجود القوات وحث على الخروج السريع.
ونبه إلى أن ما حدث أطلق عليه اسم خط واقعي براغماتي أو تحذير من سياسي ماهر، وهنا يكمن أفضل أمل لعقيدة بايدن، التي أعلنها في 31 أغسطس في «خطاب تاريخي» في نهاية الحرب في أفغانستان.
وأردف: من المبكر بعض الشيء أن نستنتج أن الانسحاب من أفغانستان ينذر بإعادة صياغة الوجود العسكري الأمريكي على مستوى العالم، رغم أن الإصلاح الداخلي هو الواقع المقنع اليوم لبايدن، والذي يتطلب التراجع عن التجاوزات الإمبريالية.
وأضاف: من المؤكد أن المحك سيكون نهج الولايات المتحدة المفرط في التسلح والصفري في آسيا.
ولفت إلى أن دعوة بايدن للمنافسة الشديدة مع الصين تصعد التوترات.
وتابع: إذا امتد هذا إلى ضمان صريح للدفاع عن تايوان، فإن التزامات واشنطن الإقليمية الواسعة بالفعل ستتجاوز الخط الأحمر.
ومضى يقول: كان نهج بايدن هو تكثيف التنافس الجيوسياسي مع الصين، مع الترحيب أيضا بالتعاون بشأن التحديات المشتركة، مع الحفاظ على مجال للدبلوماسية.
وأضاف: مع ذلك، اتخذت بكين مؤخرا نهجا صارما يستبعد المشاركة الانتقائية، أي ما لم تتخل الولايات المتحدة عن موقفها العدائي تجاه الصين لقمعها عن عمد، فإن التعاون غير ممكن.
ويقول: هناك تناقض هنا بين التنافس الهائج مع الصين الصاعدة والهوس بإضعاف المنافس الإستراتيجي من جانب، والحاجة الماسة إلى مساعدة الصين وتعاونها من الجانب الآخر.
وخلص إلى أن التوفيق بين هذا التناقض أصبح بمثابة اختبار أساسي لمبدأ بايدن.