مفهوم المسؤولية الاجتماعية قد يختلف من قطاع إلى قطاع آخر، ولكن الهدف منه يبقى ثابتا مهما تغير القطاع، وهي المشاركة من أجل المجتمع، ويبدو أن معظم مؤسسات القطاع الخاص المحلية غير مدركة أهمية المسؤولية الاجتماعية في تعزيز تواجدها بين الجماهير، ورسم صورة نمطية إيجابية عنها، المفهوم الصحيح غائب، بل وأصبحت الشركات تقوم بدور العمل الخيري بشكل كبير ومكرر، عدم المشاركة المجتمعية الفاعلة قد لا تنعكس بالسالب، ولكنها من الطبيعي أنها لن تنعكس بالإيجاب، وتطبيق المسؤولية الاجتماعية بشكلها الصحيح يعود بالنفع الوفير وخاصةً على القطاعات الربحية.
لابد من تنوع المسؤوليات الاجتماعية فهي ليست جمعيات خيرية لكي تقوم مؤسسات القطاع الخاص بها، ولا شك في أن العمل الخيري عمل نبيل، ولكنه ليس حكراً على برامج المسؤوليات الاجتماعية للشركات، فهنالك الكثير من الأعمال التي على الشركات القيام بها، كمشاركة الدولة في مشاريعها، أو بناء أحياء سكنية، أو مستشفيات خاصة بهامش ربح قليل، أو تطوير حدائق جديدة، كل تلك أمثلة على المشاركات الاجتماعية الفاعلة والنموذجية والمتجددة، إلا أن هناك من يكرس المشاركات المجتمعية للمؤسسات الخاصة على التبرع العيني باعتباره مسؤولية تجاه المجتمع، جيد! ولكن لابد من التغيير والخروج من عباءة الصدقات، المسؤولية الاجتماعية هي أكبر من كونها تبرعا، فهي هالة من الخدمات المختلفة ودعاية جيدة للمؤسسات ومستدامة، وسمعة حسنة أكثر رواجاً مما ينعكس على استقطاب جمهور جديد، وكفاءات أكثر جودة، وأرباح أعلى ومشاركات أكثر فاعلية وتنافسية.
من المتوقع أن يتغير المفهوم محكوماً بالواقع، التنافس بين الشركات اليوم ليس مثله بالأمس خصوصاً في ظل رؤية المملكة 2030 ودخول العديد من القطاعات للسوق، بالإضافة إلى دخول الشركات الأجنبية المشبعة بمفهوم المسؤولية الاجتماعية الصحيحة، السوق أصبح أكبر وأكثر تنوعاً، لا محال من التغيير ولكن على القطاع الخاص أن يتحرك مبكراً خيراً له من أن يلحق بالركب، وعليه أن يجدد من أفكاره تجاه مجتمعه، وأن يساعد بشكل فعال في التطوير والتنمية والبناء.
@m_a_algarni509