بعد الحادث الشنيع، الذي راح ضحيته زوجة قُتلت على يد زوجها بعد فترة قصيرة من زواجهما، ارتفعت أصوات المؤيدين من آباء ومختصين لخضوع المتقدمين على الزواج للكشف الطبي للتأكد من سلامة الصحة النفسية والعقلية يضاف للفحص ما قبل الزواج، الذي تم إدخاله منذ عدة سنوات للمساهمة في الحد من إصابة الأبناء بالأمراض الوراثية، ومن الضروري أن تعمل وزارة الصحة حالياً على إجراء تطوير على هذا البرنامج بإدخال فحوصات جديدة أكثر تطوراً لانتشار عدد من الأمراض الجديدة، والأهم من هذا كله الكشف على عدم تعاطي الزوجين من المواد المخدرة، التي يتم اكتشافها لدى البعض بعد الزواج، ويكون حليف هذا الزواج الفشل، ويكون إما استدراك الموقف بالانفصال المبكر أو في حال استمراره ضياع للأسرة.
فالكثير من الفتيات تتزوج من رجل لا تعرفه، ويكون الاعتماد على أسرتها في الاختيار والتدقيق والسؤال، الذي يأتي من أفواه الآخرين، وتخرج من بيت أبيها لتدخل بيت زوج لا تعرف سوى اسمه وربما بعض الصفات البسيطة، التي تسربت إليها من خلال الخطبة، ثم تكتشف بأنها تورطت بزوج إما لديه خلل في قدراته العقلية أو مدمن مخدرات أو ربما يعاني من مرض لم يفصح عنه أثناء الخطبة، فإخفاء الكثير من الحقائق على الفتاة، التي يتقدم لخطبتها أصبح حقيقة موجودة في واقع الخطابات اللاتي يتكسبن من أوجاع الآخرين، وأسرة الشاب تتعمد ذلك لأنها تطمح بأن يكون لابنها حياة مستقرة، والتي يظنون أنها لن تتحقق إلا من خلال وجود بيت وزوجة مخدوعة، لتستكشف بعدها مساوئ ذلك الابن، والبعض يقبلن بعد الزواج لأنها تخشى الطلاق، فمن يتحمل ثمن ذلك الخداع وأين القانون الذي يحمي الفتاة حينما تكتشف بأنها خدعت؟ ثم أين المجتمع الذي يتفهم تورطها ذلك حينما تقرر أن تكون مطلقة، فعدم وجود مثل هذه الفحوصات يذهب فيها ضحايا، فمعرفة الزوجين للآخر قد يكون هذا الزواج مصيبة كبيرة ليس من السهل التخلص منها وخلافات قد تتطور إلى جريمة قتل، فمثل هذه الحوادث المؤسفة تتكرر والحديث عن الصحة النفسية للمتقدمين لزواج والتأكد من سلامة الشخص قبل أن يقع الفأس في الرأس وتكون الضحية زوجة شابة تحلم بحياة سعيدة، لكنها تواجه مصير حياة تعيسة.
فالمختل عقليا أو المتعاطي ليس علاجه الزواج، بل مستشفى الصحة النفسية أو مستشفى الأمل للمدمنين أما بنات الناس ما هي حقل لتجارب هذه الأسر، التي لا تخاف الله، فالشعور بالخداع صعب وعلى جميع مستويات التعاملات في الحياة فكيف حينما يكون على مستوى الزواج وتأسيس شراكة حياة، فلا بد أن تُبنى على الوضوح والمصداقية، والتطبيق الإلزامي للفحص الكامل للمتقدمين على عش الزوجية سينعكس إيجابياً على حياتهم من خلال الحد من المشاكل الأسرية وخفض معدلات الطلاق، التي ارتفعت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، فضلاً عن تهيئة
نفسية لمرحلة الزواج، كما أن إجراء مثل تلك الفحوصات من شأنه حماية التوازن النفسي للأبناء والأجيال القادمة.
باختصار.... اتقوا الله في بناتكم أيها المتساهلون في أمور خطيرة تتعلق بمصيرهن.
alzebdah1@