مخرجات تعليم تتناسب مع الاحتياجات
بيَّن مستشار التوظيف والمهتم بشؤون الموارد البشرية والتطوير نايف العمري أن إطلاق قائد رؤية المملكة 2030 الأمير محمد بن سلمان، -حفظه الله-، يهدف لتأسيس القدرات البشرية الوطنية بدءًا من مرحلة الطفولة المبكرة إلى التعلم مدى الحياة، لتحقيق مخرجات تعليم تتناسب مع احتياجات سوق العمل المحلي ومهارات القرن الحادي والعشرين والثورة العلمية الحديثة.
وأضاف إن تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص وغير الربحي، يصنع، بلا شك، منافسة تعزز من القدرات الوطنية وتحقق المستهدفات المطلوبة برفع نسبة الالتحاق في رياض الأطفال إلى 90 % بالإضافة إلى دخول جامعتين سعوديتين، على الأقل، ضمن أفضل 100 جامعة بالعالم.
صقل المواهب والتشجيع على الابتكار
ذكر استشاري الموارد البشرية والتطوير التنظيمي م. فريد السيد أن إستراتيجية تنمية الموارد البشرية تركز على التعليم والتمكين ابتداء من رياض الأطفال وصقل المهارات والتشجيع على الابتكار وتمكين الطلاب من تحديد توجهاتهم المهنية من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات لرسم خطة التنمية الشخصية الخاصة بهم الملائمة للوظائف الحالية والمستقبلية.
وأضاف إن الإستراتيجية تركز على توطين الوظائف ذات المهارات العالية وعدم الاقتصار على الوظائف، التي لا تتطلب أي مهارات متخصصة، وذلك من خلال برامج تدريب وتأهيل مستمر وشراكة مع القطاعين الخاص وغير الربحي، ما يعزز من تنافسية وقدرات المواطن السعودي.
تخصصات نوعية تواكب الفرص الجديدة
قال المشرف على الإدارة العامة للموارد البشرية بجامعة جدة سابقاً د. محمد بن سليمان باعلوي: إن البرنامج يستهدف تنمية القدرات البشرية لجميع مواطني المملكة بما يتناسب مع المهارات، التي تتطلبها مهن المستقبل ويحتاجها العالم، خلال المراحل المقبلة، فما كان مطلوباً في السنوات العشر الماضية قد لا يكون مطلوباً كما هو في الأعوام العشرة القادمة أو قد يكون غيرُ مطلوبٍ أصلاً، وبالتالي فإننا بحاجة لتخصصات نوعية جديدة ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى العالم لتوفير احتياجات سوق العمل العالمي.
وأشار إلى تركيز البرنامج على تعزيز القيم المثالية في المجتمع، التي تتعلق بقيم الوسطية والتسامح، والإتقان والانضباط، وتعزيز الولاء للوطن، والاهتمام بالأسرة لأنها النواة الأساسية لأي تطوير لأفراد المجتمع، وتطوير مؤسسات التعليم والارتقاء بها.
امتلاك القدرات الفنية والتقنية
ذكر الخبير بالموارد البشرية أحمد الغامدي أن البرنامج يستهدف تطوير منظومة التعليم والتدريب، لجعلها أكثر تأثيراً، وأكثر ارتباطا بالاحتياجات والمتطلبات المستقبلية لسوق العمل، من خلال تطوير القدرات البشرية لدى جميع أفراد الوطن بمختلف المراحل، بداية من مرحلة الطفولة المبكرة، وصولا بمرحلة الجامعة، وما بعد التخرج.
وأكد أن البرنامج قادر على إحداث نقلة نوعية وكبيرة في مسيرة تطور وتنمية سوق العمل والاقتصاد، مشيرا إلى أن مستوى كفاءة رأس المال البشري الذي يمتلك القدرات والإمكانات الفنية والتقنية هو ما يحدث فروقات بين الدول المتقدمة والدول النامية، وهو ما يجعل الدولة قادرة على الحفاظ على مستوى تقدمها وتنميتها، تحقيق النجاحات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
تعزيز قيمة العمل وتطوير المهارات
أوضح المستشار في قطاع الموارد البشرية والتدريب والتنمية الاجتماعية عبدالقادر مكي أن البرنامج يمثل أحد ممكنات رؤية المملكة الطموحة 2030 باستثمار قدرات كل مواطن للمشاركة في تنمية الوطن وازدهاره وتعزيز قيم ومعارف منسوبي التعليم والتدريب وتمكينهم من مهارات المستقبل للمنافسة عالمياً.
وقال إن البرنامج يضع خطة إستراتيجية طموحة هدفها إطلاق قدرات كل فرد في هذا الوطن ليكون مستعداً لسوق العمل الحالي والمستقبلي بقدرات ومهارات تواكب المتغيرات الحديثة، إضافة إلى غرس وتعزيز القيم والعمل على تطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل وتنمية المعارف، بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة مروراً بالجامعات والمعاهد الفنية والتقنية لإعداد شباب طموح يمتلك مهارات ومعارف تواكب متطلبات سوق العمل الحالي والمستقبلي.
تخطيط علمي صحيح وإستراتيجية مميزة
ذكر رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة هشام كعكي أن رعاية ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله» للبرنامج، تعكس اهتمام القيادة الرشيدة بأهمية البرنامج الجديد في تنمية قدرات المواطن السعودي ليصبح منافساً محلياً وعالمياً ومستعداً للمستقبل، ويسهم البرنامج في إظهار قيمنا للعالم ويدفعنا لإثراء الحضارة الإنسانية وصناعة المستقبل، من خلال ترجمة تعاليم ديننا السمح، واعتزازنا بقيمنا.
وشدد على أن القراءة الأولية للإستراتيجية الثرية، التي يحملها البرنامج تكشف أنه سيلبي -بمشيئة الله- احتياجات السعودية الجديدة الباحثة عن المجد، وسيجعل رأس المال البشري هو أكبر وأهم ثرواتها، إذ يركز على تطوير المهارات وتحقيق طموحات جميع شرائح المجتمع بدءًا من مرحلة الطفولة من خلال تطوير أساس تعليمي متين للجميع مروراً بالجامعات والمعاهد الفنية والتقنية لإعداد شباب طموح يمتلك المهارات والمعارف يواكب متطلبات سوق العمل الحالي والمستقبلي، علاوة على أنه يأتي بالتواكب مع التغييرات الكبيرة، التي يشهدها سوق العمل في العالم كله، حيث ستختفي بعض المهن، وتظهر مهن أخرى، وبالتالي لابد أن نكون جاهزين للمستقبل من خلال تخطيط علمي صحيح ورؤية واضحة وإستراتيجية متينة.
تجاوز المشكلات والمخاطر الاقتصادية
قال المختص في تطوير الموارد البشرية سلطان الضالع إن سواعد أبناء الوطن هي ما تبنيه بشكل دقيق وحقيقي، لأنهم يدركون بدقة حاجة مجتمعهم، والدول العظمى والمتقدمة نهضت بالعمل الجاد والدؤوب القائم على التعليم الجيد والمهارة العالية، ووجود أيدٍ عاملة محترفة وعقول نيرة تنشط في سوق العمل تعزز من تنافسها عالمياً. وقال إن البرنامج يسهم في خلق سوق قوي ومحترف يستطيع أن يتعامل مع التهديدات ويتجاوز التحديات والمخاطر.
تغذية الاقتصاد وبناء الأجيال
أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، د. حبيب تركستاني أن التعليم في المملكة وفي ظل رؤيته في التنمية المستدامة يستهدف الوصول إلى متطلبات الحاضر بكفاءة دون تهديد فرص الأجيال القادمة بتوفير احتياجاتهم وتطلعاتهم. وبمعنى آخر تحقيق تنمية تغذي الاقتصاد وتبني الأجيال وتحسن جودة الحياة دون تهديد الموارد الطبيعية والبيئية في المملكة. وقال إن البرنامج يهدف لتقديم تعليم ذي جودة ونوعية عالية لجميع فئات المجتمع لبناء رأس المال البشري اللازم، مؤكدا أن برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه سمو ولي العهد، -حفظه الله-، يستهدف الارتقاء بمخرجات التعليم والتدريب وخلق تفكير إيجابي للطلاب والمتدربين بما يعزز الحس الإبداعي لديهم.