في الآونه الأخيرة برزت أحدث الإصدارات البحرينية المميزة على الساحة الثقافية وكتابها الذين يحملون أقلاما حريصة على ملامسة الواقع وأفراده، الأسبوع الماضي أتممت واستمتعت بقراءة أول كتاب من نوعه في مكتباتنا الزاخرة بالعناوين المتفردة «جيل الإنترنت في الوطن العربي» للدكتور رائد ناصر المبارك يختص بالقيم المفضلة لجيل الإنترنت وأهمية القيادة بشكل عام في حياة شباب جيل الإنترنت وفي المجال العملي بشكل خاص ومفصل وكذلك تطرق إلى بؤرة المناهج التعليمية في الوطن العربي وسبل تطويرها لما يتوافق مع عصرنا الحالي لمواكبة كل جديد يضيف إلى الكيان الفكري التميز والابتكار.
هذا الكتاب يضم وجهات نظر مختلفة جمعها الدكتور رائد المبارك تضم نخبة من القياديين من مختلف الطوائف بداخل مملكة البحرين وخارجها ساهموا في كتابة مقدمة الكتاب وطرح أفكارهم ومعتقداتهم وحتى آرائهم من أوجه مختلفة كالدين والسياسة والاقتصاد والعمل وما شابه ذلك كما اهتم المؤلف كثيرا بجانب الاعتدال السياسي والبطالة في العالم العربي وكذلك التنشئة السياسية ولا سيما من بداية الـ 2000 والعالم في تطور مستمر حيث واجهتنا أحداث عديدة حتى يومنا هذا كالتطرف الديني والدخول في السياسة مما فوت على جيل شباب الإنترنت فرصا كثيرة كانت في انتظارهم لتحويلها من أفكار خلاقة إلى تنفيذ مشاريع تنموية تعمل على نهضة الإنسان والمجتمع لذلك لن نغفل عن الابتكار حيث إن تواجده في الأجواء يخلق منافسة بين المرء ونفسه ويتطلب وجود بيئة آمنة حتى يطلق المبدعون من شباب الإنترنت أفكارهم في عنان السماء ونجني ثمار إبداعاتهم. ولأن جيل الإنترنت يعشق القيادة حتى يحقق أهدافه وقودة التوجيه الذاتي والتحفيز فيبدأ بمرحلة الإبداع بالتفكير في التحديات ثم تحديد الأهداف وخطة التنفيذ المرسومة بدقة.
ركز الدكتور رائد على وجود بعض القيم التي قد لا يحبها جيل الإنترنت كالمجاراة ومنها المعيارية والمعلوماتية والمتناقضة والمتشابهة وينصح ممن يتعامل معهم أن يبتعد عن أسلوب القيادة الكلاسيكية لأن هذا الجيل تحديدا مغامر وطموح ويحب الاستمتاع بالحياة كما أنه قادر على خلق إنجازات تخلد عطاءهم في صفحات التاريخ وبالتحفيز والثقة والاعتماد على النفس والابتكار والمثل الأعلى سيكونون نماذج مشرفة لأوطانهم.
@DalalAlMasha3er