[email protected]
نحن نعيش اليوم في عالم متطور، وفي مرحلة دقيقة من أهم سماتها هذه الثورة المعلوماتية الاتصالية العارمة، فهي رغم قدرتها على نشر الأفكار من أي مكان في هذا الكون إلى أي مكان آخر منه، فإن الخطورة تكمن في أن العالمين الإسلامي والعربي سوف يتحولان بمضي الوقت إلى مجموعة من الدول المستهلكة لهذه التقنية الإعلامية، وبالتالي إلى مجموعة متأثرة بهذه الأفكار والمعتقدات المبثوثة، وهذا يعني أننا سوف نواجه تحديا خطيرا للغاية، ولكن لا بد من مواجهته بموضوعية وتبصر، فليس صحيحا أن كل ما يرد إلينا من الغرب شر على إطلاقه، ولعل نظرتنا السلبية هذه تمثل سببا من الأسباب التي أدت إلى تعطيل مسيرتنا الحضارية أو التأثير عليها بشكل أو بآخر، فنحن بحاجة إلى إعلام إسلامي مدروس نحدد مساره واتجاهاته حتى يتمكن هذا الإعلام بدوره من المحافظة على قيمنا الإسلامية الأصيلة.
وفي الوقت ذاته ليربط عالمنا الإسلامي الكبير بهذه المتغيرات والمستجدات التي طرأت على النظم الدولية كافة، ولا شك أن للإعلام الإسلامي إذا تبلور بصيغ مدروسة، أهميته البالغة في المساهمة المباشرة مع العالم كله في رفد النظام العالمي الجديد بقيمه الداعية إلى بث عوامل السلام والحرية والأمن والاستقرار بين شعوب هذه المعمورة؛ لأن عقيدتنا الإسلامية هي عقيدة شاملة تهتم بمقومات الحياة المادية والروحية، ولا تهتم بناحية حياتية ضرورية على حساب ناحية أخرى، كما هو الحال مع القوانين والأنظمة والتشريعات الوضعية، وهذا يعني أننا لا بد أن نوظف عبر هذا الإعلام جميع المرتكزات الإسلامية تجاه مجمل القضايا المطروحة على الساحة، والمساهمة في حلحلتها.