وجاءت محطة نشأة الوطن الأولى مع الدولة السعودية الأولى وانتفضت بها الجزيرة تحت لواء آل سعود إلى أن أتى آل عثمان بجيش عرمرم أتى ليدمرها مستخدمين ذات العرب مبتكرين نزاعات غذيت بالأطماع والانقسامات الطائفية وعن طريق قيادات إسلامية أوروبية. ثم ما لبثت أن ولدت بعدها دولة ثانية استخدم فيها العثمانيون ذات السياسة من تغذية النزاعات القبلية والأطماع للقضاء عليها ليتمكنوا منها. ثم تغير الحال بعد أن هد حال الدولة العثمانية وأنهكتها الحروب فبدأت بمسار جديد من برلمان وانتخابات تجرعت فيه السم الذي أرادته للقوميات والشعوب التي حكمتها، فتمزقت بين الأحزاب فطمع بها الطامع حتى انتهت إلى غير رجعة.
أثناء ذلك بزغ نجم جديد ممثلا بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه ليستعيد مجد ونجم الماضي محققا للأمة طموحاتها ومجدها، فبدأ برحلة الأمن والأمان مدشنا عصرا وعهدا جديدا من التنمية والعطاء وبذل الغالي والنفيس لبناء الوطن مستعيدا بداية مدينة الرياض ثم أجزاء من بلدان نجد ثم ما لبث أن نزع إقليم الأحساء من يد العثمانيين موحدا إياه مستعيدا لاحقا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بعد انهيار الدولة العثمانية كل منطقة نجد ثم الحجاز والجنوب ليكتمل بسنة 1349 هجرية توحيد المملكة. أصدر بعدها بسنتين الملك عبدالعزيز بعد كفاح مسلح لثلاثين عاما مرسوما أعلن فيه عن توحيد البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية اعتبارا من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351 هجري، الموافق 23 سبتمبر 1932م.
وهي لنا دار.. ففي هذا اليوم الوطني من تاريخ إعلان توحيد الدولة وتسميتها ذكرى بما كان وبما يمكن تحقيقه في ظل جميع الصعوبات ومن عمل ما اعتبر مستحيلا ومن مهمة صعبة، فهممنا السماء وهممنا باقية ما بقي جبل طويق من عزيمة وثبات، ولنعيد في ذكرى هذا اليوم الوطني مجد الآباء والأجداد، فهو يوم العزيمة لتحقيق المزيد من الإنجازات في كافة المجالات وفي كافة الأصعدة من تنمية، نقدر فيه نعمة الأمن والأمان مجددين فيه الولاء والبيعة لقادة هذا الوطن مؤكدين وحدة الصف واللحمة الوطنية.
@SaudAlgosaibi