فنحن لا نسمي هذه المعاشرة بالإجبار (اغتصابا)، أما لو عاشر الرجل زوجته بعنف، أو أجبرها في الأوقات المحرمة للمعاشرة مثل وقت الحيض أو المرض أو النفاس أو أثناء صيامها فهذا حرام وتصرفه خاطئ، أو لو عاشرها بطريقة عنيفة تضررت منها جسديا أو عاطفيا أو عاشرها بمكان محرم مثل الدبر أو عاشرها بطريقة شاذة فكل هذه الأفعال لا نسميها (اغتصابا)، وإنما هو يرتكب كبيرة من الكبائر وفعلا حراما منهيا عنه، وعليه التوبة والاستغفار لأنه خالف أمر الله ورسوله، ومن حق الزوجة في حالة لو صمم على الاستمرار أن تخالعه أو تطلب الطلاق بشرط أن تثبت عنفه ورعونته وإجباره لها، أو تطلب من الأهل التدخل لتوجيهه ونصحه أو من القاضي لتأديبه، وفي حالة لو كان مريضا كأن يكون (ساديا) فيلزم بالعلاج حتى لا يمارس العنف والقهر والإجبار على زوجته.
إن الإسلام سمح للمرأة أن تشتكي على زوجها أو تطلب الانفصال لو لم يهتم بنظافة جسده أو يعالج رائحته الكريهه وخاصة أثناء المعاشرة، فكيف في حالة لو عاملها بعنف وإجبار؟ فمن باب أولى لها حق الاستمتاع بالمعاشرة الزوجية بطريقة سليمة وصحية، ولها الحق بأن ترفض المعاشرة العنيفة كذلك، وقد يحصل أن تتم المعاشرة بالقوة أحيانا فتسكت الزوجة حياء منها فهذا قرارها، ولكن أن يصبح الإجبار نهجا دائما في المعاشرة فهذا مرفوض، وبالمقابل على الزوجة أن تستجيب لزوجها ولا تمنعه لو كان يحسن معاشرتها فالرجال في الغالب أكثر طلبا للمعاشرة من النساء، كما أن المرأة لو طلبت زوجها فواجب عليه الاستجابة لها لكي يعفها ويلبيها، ويأثم الزوج لو تكرر رفضه لطلبها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار).
وخلاصة القول ليس هناك ما يسمى (اغتصاب زوجي) بل هناك سوء المعاشرة واعتداء على حدود الله وأذى نفسي وجسدي، ونحن لا نحتاج أن نستورد من الغرب مفاهيمه وتشريعاته في شأن المعاشرة الزوجية، فالإسلام نظم لنا الحياة من العلاقات الزوجية إلى العلاقات الدولية.
@drjasem