نعم، إنه الحمل، الذى امتلأت القنوات الفضائية بالإعلانات عنه، سواء لطبيب افتتح مركزا متخصصا لعلاج حالات العقم، أو مشعوذ يدعي قدرته على جعلك تحملين بكل سهولة.
بالطبع، لا أهاجم الأطباء بل أنصح كل سيدة لم يرزقها الله بالحمل، أن تذهب إلى الطبيب؛ فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقبل أن أتابع كيف تحملين من وجهة نظر الإيمان، أقول ما قاله أحد أطباء النساء والتوليد، وهو أنه جاءته أكثر من فتاة مخطوبة فى عيادته، وبعد الكشف عليهن تبين وجود حمل بالرغم من عدم حدوث اتصال جنسي كامل، لقد كان اتصالا جنسيا من فوق الملابس، ورغم ذلك حدث الحمل، وهنا انتهى كلامي للثانية.
ونكمل حديثنا للأولى، التي نريد لها أن تتيقن أولا أن الله إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون.
يقول الشعراوي رحمه الله: «طلاقة قدرة الله لا يحكمها قانون»، لقد لفتت مريم زكريا عليهما السلام إلى طلاقة القدرة عندما سألها (قال يا مريم أنى لك هذا) فردت قائلة (هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب).
لقد دعا زكريا ربه في قضية لا تنفع فيها إلا طلاقة القدرة، فهو رجل عجوز وامرأته عجوز وعاقر ويريد ولدا، هذه قضية ضد قوانين الكون، لأن الإنجاب لا يتم إلا في وقت الشباب، فإذا كبر الرجل وكبرت المرأة لا يُنجبان، فما بالك إذا كانت الزوجة أساسا عاقرا، لم تُنجب وهي شابة وزوجها شاب فكيف تُنجب وهي عجوز وزوجها عجوز، هذه مسألة ضد القوانين التي تحكم البشر، ولكن الله وحده القادر على أن يأتي بالقانون وضده، ولذلك شاء أن يرزق زكريا بالولد وكان، ورُزق زكريا بابنه يحيى.
نسمع أئمة المساجد في الدعاء يوم الجمعة يقولون هذه العبارة: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) هل نستمع للإمام وندعو كما يقول، ألاحظ أن من يدعو هذه الأيام وكأنه لا ينتظر الإجابة.
وفي النهاية ادعوا القادر، وأكثروا من قراءة سورة مريم.
لقد اختلفت أنا ووالدي حين رأيته يروي شجرة جوافة قد ماتت ودبلت أوراقها وتساقطت وحين سؤالي له ماذا تفعل؟ لقد ماتت، كان رده علي: (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) واليوم أرى الأطفال يسرقون الجوافة من على هذه الشجرة.
@salehsheha1