وأشار حمدوك، إلى أن تحضيرات واسعة سبقت محاولة الانقلاب تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط والتحريض المستمر ضد الحكومة المدنية، مشيرا إلى أن ذلك يؤشر بوضوح إلى ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وأكد حمدوك أن الانقلاب يستدعي مراجعة كاملة لتجربة الانتقال بكل الشفافية والوضوح، والوصول إلى شراكة مبنية على شعارات ومبادئ الثورة، وطريق يؤدي إلى الانتقال المدني الديموقراطي لا غيره. ودعا الشعب السوداني لممارسة حقه في كافة الأشكال السلمية لدعم الحكومة الانتقالية وتحصين الانتقال.
وكشفت تحقيقات الحكومة السودانية أن منفذي الانقلاب هم مجموعة من الجيش تابعة للنظام البائد، وأنهم حاولوا السيطرة على بعض المؤسسات الحكومية منها مبنى الإذاعة، لكن تم التصدي لهم. كما كشفت أنه تم اعتقال المتورطين، وجارٍ التحقيق معهم.
اعتقال الضباط
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة حمزة بلول، على اعتقال قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين والتحري معهم، بعد أن تمت تصفية آخر جيوب الانقلاب في معسكر الشجرة، مؤكدًا أن الأجهزة المختصة تواصل ملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة، وأضاف إن الثورة باقية وماضية في تحقيق غاياتها ومؤسسات الحكم المدني محروسة، بإرادة قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني.
ولفت بلول، إلى أن مؤسسات الحكم المدني لن تفرط في مكتسبات الشعب السوداني وثورته وأنها ستكون على خط الدفاع الأول لحماية الانتقال من قوى الظلام المتربصة بالثورة.
من جانبها قالت قيادة القوات المسلحة، إن 21 ضابطا وعددا من الصف والجنود حاولوا الاستيلاء على السلطة في البلاد، وتمت السيطرة والقبض على معظم المشاركين في المحاولة التي وصفتها بـ «الفاشلة»، وأكدت على استعادة كل المواقع التي سيطر عليها الانقلابيون، موضحةً، ما زال البحث والتحري جاريا للقبض على بقية المتورطين.
وفي سياق متصل أدان وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني نصر الدين مفرح، المحاولة الانقلابية الفاشلة وقال عبر فيسبوك: «لا يزال أعداء الوطن والثورة العظيمة يحاولون إجهاض هذا المشروع الوطني العظيم، ولكن سنظل وتظل قوى الثورة حية، ولن تفلح معها محاولات الفاسدين بقايا النظام المباد».
محاولة يائسة
وفي نفس السياق وصف الإعلامي والمحلل السياسي خالد الفكي، محاولة الانقلاب باليائسة والضعيفة والتي تفتقر لأبسط مقومات النجاح، وقال إنها تحمل بين طياتها الفشل الذريع.
وأضاف الفكي في حديثه لـ «اليوم»، إنه لن يكون في السودان الآن انقلاب عسكري، لأن شباب الثورة والقوة الفاعلة في الثورة، لن يسمحوا بالانقلاب على فكرة الانتقال وفكرة التحول الديموقراطي التي مضى فيها السودانيون، مضيفاً إن القوى السياسية والمدنية عازمة على تأسيس دولة مدنية قوامها دولة المواطنة والحقوق، وسيادة دولة القانون والحرية والعدالة والمساواة، مؤكداً أن الظروف الراهنة بأي حال من الأحوال تقف ضد أي رغبة للانقلاب ومحاولة استعادة عقارب الساعة إلى الوراء، سواء كان من منسوبي النظام البائد أو بعض القوى داخل اتحاد الحرية والتغيير التي ترى أن الحكومة الراهنة حادت عن أهداف الثورة ولم تحققها.ولفت الفكي، إلى أن ما حدث بمثابة درس جديد لشركاء الحكم في السودان المكون العسكري والمكون المدني لوضع خارطة طريق جديدة تفضي إلى الانتخابات في نهاية الطريق وتحقق أهداف الثورة من خلال الانفتاح الخارجي والمطلوب، والحفاظ على سيادة البلاد وتحقيق عدالة انتقالية والقصاص من قتلة الشهداء في النظام البائد، بجانب تحقيق السلام.
وقال إن الهشاشة الأمنية والسياسية كانت سبب دفع هؤلاء الضباط لمحاولة الانقلاب.