يمر علينا العيد الوطني لهذا العام تحت ظروف استثنائية من عدة زوايا، بعض منها يشكل صعوبات نتيجة لعوامل مختلفة، وبرغم ذلك فهناك الكثير مما تم إنجازه ولنا أن نفخر به. وكان لجائحة كورونا الأثر الكبير في حياة جميع الأمم، وصبغت حياتنا الاجتماعية والثقافية بعادات جديدة ضمن القيود المفروضة لحماية الجميع من العدوى وبالأخص كبار السن وممن يعانون من أمراض مناعية، وارتفع اعتمادنا على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة آمنة لاستمرار التواصل بين الأسر والأصدقاء. ورب ضارة نافعة، فقد قامت الجهات الصحية في المملكة بدور عظيم في التحكم في نسب الإصابات وعلاج المرضى مجانا بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، ورأينا الحكمة من هذه القرارات والنتيجة هي أعداد إصابات منخفضة جدا مقارنة بدول أخرى متقدمة فشلت أنظمتها الصحية في التعامل مع الجائحة، وتم فتح مراكز التسويق والأعمال بأمان وفتح باب السفر والعمرة للداخل والخارج وبدأت برامج هيئة الترفيه في الخطط الموسمية وفتحت مجالات أخرى كثيرة سيكون لها اثر كبير بإذن الله في تحسين نوعية الحياه للفرد والأسرة برغم الظروف الأمنية الصعبة التي تحاول بعض الدول الإقليمية فرضها علينا. من المعلوم أن بعض دول الجوار تعاني من اضطرابات سياسية وأمنية ومصاعب اقتصادية أدت لكثير من المآسي الاجتماعية والنفسية انعكست في نسب مرتفعة من حالات الاكتئاب، الصدمات النفسية ونسب انتحار وتدنٍ ملحوظ في الرعاية الصحية وكوارث اقتصادية. وتوفر المملكة بفضل قرارات القيادة الحكيمة بيئة اجتماعية وأمنية نحسد عليها وفرت الاستقرار النفسي للمواطن والمقيم على حد سواء.
وحققت المملكة خلال السنوات الأخيرة إنجازات جبارة في عدة مجالات تقنية، صناعية وعسكرية بالإضافة للمجال الصحي الذي سبق ذكره في خطط تهدف إلى جعل المملكة مركزا لوجستيا إقليميا ومحط جذب سياحي عالمي، ويتبع ذلك توفير الوظائف وتحسين نوعية الحياة للمواطن والمقيم. وحققت المملكة إنجازات كبيرة في مجال البحث العلمي، فمنذ عدة سنوات والمملكة تتصدر الدول العربية في مجال البحث العلمي بفارق كبير، وأخذت مكانة عالمية متقدمة بفضل مراكز البحوث التي تم تأسيسها على مدى العقود الماضية، وتبوأت جامعتنا السعودية مراكز متقدمة ضمن الترتيب العالمي للجامعات ولا أدل على ذلك من إنتاج المملكة للرقاقة الإلكترونية التي تدخل في تصنيع الكثير من الأجهزة الإلكترونية والصناعات المهمة، ويضع ذلك المملكة في مصاف الدول المتقدمة تقنيا، ورأينا خريجي جامعات المملكة يحققون نتائج باهرة في دراساتهم في الداخل والخارج.
المملكة اهتمت بالإنسان السعودي كأهم عنصر في بناء الوطن والمجتمع، وتم بدء برنامج ابتعاث الطلاب والطالبات إلى عدة دول متقدمة منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو من اكبر برامج ابتعات حكومي في العالم، ليعود أبناء هذا الوطن مسلحين بالعلوم والتدريب النوعي ليساهموا في بناء الوطن، ورأينا كيف ساهم ذلك في بناء صورة الطبيب والعالم والمهني السعودي كواجهة حضارية أمام دول العالم نفخر بها وتغنينا عن الاستعانة بالخبرات الأجنبية في كثير من المجالات، وأذكر على سبيل المثال كيف كان كثير من المستشفيات في المملكة تدار من قبل شركات أجنبية بسبب نقص الكوادر السعودية وكيف أن جميع منشآتنا الصحية والتقنية تدار الآن بخبرات وأيدٍ سعودية بنسب سعودة عالية وبنجاح كبير. ورأينا كثيرا من القرارات الصائبة في مجال تمكين المرأة السعودية والتي أثبتت وجودها في كثير من المجالات. لقد تم تحقيق الكثير من الإنجازات بفضل الله، ولا زال هناك الكثير ليتحقق والأمل كبير في رؤية 2030 والتي ستعود بإذن الله بالخير والتقدم الكبير والمزيد من فرص التوظيف لشبابنا وبناتا، وتحسن متواصل في نوعية الحياة والبيئة ومستقبل واعد، وتحسين النظرة لنا كمجتمع يحظى بالتقدم وبكثير من النعم والرفاهية بخطوات حثيثة لمستويات تنافس الكثير من الدول المتقدمة.
@almaiahmad2