وطني الأعظم، بلادي الحبيبة، داري ودار كل مَنْ يجري هواها في دمائه، نحتفل بمجدك الـ(91)، وتاريخك العريق الذي بناه الأجداد وسار على دربهم الأبناء وما تلاحق بعدهم من أجيال، حتى عامنا هذا الذي امتلأ فخرا، إنجازا، نجاحات مذهلة في كل جوانب الحياة واحتياجات المواطن، الذي كان فيها هو الرقم واحد: أمانه وسلامته وصحته ورخائه، لا جدال في هذا كله، أمر واقع وملموس. يحكي أحدهم واصفا شعوره عن سلامه النفسي، الذي يجعله يجوب الشوارع راجلاً، مُتنزّهاً، ليلبي نداء المساجد الذي اعتلى في الأُفق، وكيف أنه يعود بعده محفوفاً بالأصحاب والجيران ليختاروا بيتاً يستقبلهم بحفاوة الترحيب وكرم الأخلاق وتطوف القهوة عليهم لتمتد أحاديثهم إلى ما شاء الله، ما بين مواساة لأحدهم ومباركة للآخر، واطلاع كل منا على أحوال بعض، فنحن كالبنيان المتلاحم في العون والمساندة، وهذا ما نشأنا عليه في مملكتنا العظيمة..
بفخر العالمين يتغنى حامي الوطن وجندي من جنوده عن الانتماء، فيقول: إن هذا الشعور، الذي يقودني بأن أذود عن ترابك الطاهر بنفسي وكل قوتي، هذا الانتماء الذي وُلد بداخلي مع أول إدراكٍ لمعنى وطن، إن منظر العلم السامي الرفيع، الذي يرفرف عالياً لَيَخلُقُ في صدري آلاف الجنود الفخورين الدائنين بالولاء الخالص لكِ يا بلادي، وإن مقدساتك الطاهرة يا قِبلة المسلمين لتُطوّعُ في روحي أفواجاً من المؤمنين، الذين يدعون جميعهم ببقائك آمنةً ويتضرعون لحمايتك.. الحب الذي أحمله لك يا وطني أكبرُ من كلماتي ولا يوجد شيءٌ في ضميري أعز وأصدق من هذا الحب..
لا أتحدث عن النماء أو التطور أو جوانب الحداثة كلها ولا عن نهضة الشباب ونجاحات المشاريع، ولا عن الصحة والتعليم، فكُلُّها كانت نتاج هذا الشغف بك، بل إنها أصبحت أكبر وأقوى في ظل اختبارات قاسية لجودة الحياة المنشودة واستدامتها، وهي مسؤوليات جبّارة ومُهيبة؛ جميعها حَمَلها قائدٌ عظيم حازم وأبٌ حاني ملأ اليقين نفسه بأن هذه الأرض أُمُنا ونحن أبناؤها البَررة..
يقول الرافعي:
بلادي هواها في لساني وفي دمي..
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي،
ولا خير فيمن لا يحبّ بلاده،
ولا في حليف الحب إن لم يتيّمِ..
ومن تؤوهِ دارٌ فيجحد فضلها!
يكن جماداً فوقه كل أعجمِ..
ألم تر أنّ الطير إن جاء عشه،
فآواه في أكنافه يترنم!
وليس من الأوطان من لم يكن،
لها فداء وإن أمسى إليهنّ ينتمي
@Nadia_Al_Otaibi