وتابعت الكاتبة تقول: في إعلانه، كان البيت الأبيض صريحا في إخطار جميع أطراف النزاع، مشددا على أن العقوبات يمكن أن تنطبق على أولئك الموجودين في الحكومة الإثيوبية، والحكومة الإريترية، وجبهة تحرير تيغراي الشعبية، وحكومة إقليم الأمهرة وقواتها.
وأضافت: هذا التصميم غير المفاجئ الذي استغرق شهورا في الإعداد، يتبع سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى تحويل حسابات التكلفة والفوائد لدى المتحاربين بعيدا عن الصراع العسكري المتصاعد.
ومضت تقول: لكن رد الفعل من إثيوبيا يوضح مدى صعوبة قيام الولايات المتحدة بإحداث تغيير ذي مغزى على الأرض، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن القادة تبنوا بإخلاص روايات شوفينية لا هوادة فيها تمنع إمكانية التوصل إلى حلول تفاوضية.
وأردفت: في رسالة مفتوحة إلى الرئيس بايدن على «تويتر»، يتحسر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على فشل واشنطن في رؤية حملته في تيغراي على أنها امتداد للحرب العالمية على الإرهاب، ويفترض أن سياسة الولايات المتحدة متجذرة في تشويه منظم للأحداث والحقائق على أرض الواقع وصداقات صانعي السياسات والمؤثرين السياسيين مع الجماعات الإرهابية المتحاربة مثل جبهة تحرير تيغراي.
وتابعت: في روايته، لا تتمثل مشكلة إثيوبيا في نظر واشنطن في أن ملايين الإثيوبيين في أزمة يائسة، أو الصراع المنتشر، أو الجرائم ضد الإنسانية، أو التنميط العرقي المشؤوم، وإنما في أن الولايات المتحدة تفهم القصة بشكل خاطئ وتستخدم ذلك في تبرير أو رفض هذه الحقائق.
وأضافت: يبدو أن آبي غير مدرك لمدى سوء تآكل مصداقيته بسبب الفجوة بين بعض تصريحاته العلنية والحقائق التي يمكن إثباتها على الأرض.
ومضت تقول: في غضون ذلك، قال المتحدث باسم جبهة تحرير تيغراي، غيتاتشو رضا، للصحفيين، إن قادة تيغرايين يرحبون بالحوار وسيوافقون على إجراء تحقيقات في المزاعم الموثوقة بأن قواتهم ارتكبت انتهاكات جسيمة، لكن عندما كانت الرياح مواتية لحملتهم العسكرية في يوليو، كان لدى قوات تيغراي قائمة طويلة من الشروط المسبقة لأي وقف لإطلاق النار.
وأردفت: من خلال دفعهم إلى ما وراء حدود تيغراي، والتواصل مع المعارضين المسلحين الآخرين للحكومة، وأنصار وسائل التواصل الاجتماعي المتشددين، قاموا بإثارة القلق والتكهنات حول نطاق طموحاتهم.
وبحسب الكاتبة، تأمل الولايات المتحدة أن يبدأ الإثيوبيون المؤثرون الذين يدركون الفرق بين الدعاية التي تخدم مصالحهم الذاتية، والعواقب الكارثية لتفاقم الصراع في اختراق الواقع البديل الذي بناه الحزبيون وعززوه بقوة منذ نوفمبر.
وتابعت: لكن ليس من الواضح بسهولة مَن الذي ستكون لديه الشجاعة بما يكفي لمحاولة تحدي الروايات المتنافسة.
وأردفت: عندما اجتمع عدد من منظمات المجتمع المدني الإثيوبية معا في وقت سابق من هذا الشهر للدعوة إلى السلام والمصالحة في البلاد، طلبوا وقف الأعمال العدائية، ليس هذا فقط؛ ولكن أيضا الدعاية الحربية.
وأضافت: عندما دعا مفكرون أفارقة بارزون إلى مزيد من المشاركة من جانب الاتحاد الأفريقي والحلول السياسية بدلا من الحلول العسكرية للصراع، أوضحوا أن العديد من الإثيوبيين أعربوا عن موافقتهم من حيث المبدأ، ولكنهم يخشون الانتقام إذا انضموا إلى هذا الجهد علنا.
وأشارت إلى أن أفضل ما يمكن أن يفعله الضغط الدولي هو توضيح بعض المخاطر الاقتصادية والمتعلقة بالسمعة وتكاليف الفرصة البديلة للصراع المستمر لأولئك الذين يرغبون في التعامل مع الحقائق المعقدة لأزمة البلاد، مؤكدة أنه لن يحدث تغيير فعلي في المسار إلا عندما يصر الإثيوبيون أنفسهم عليه.