وتقول طالبان في الرسالة إن الرئيس الأفغاني أشرف غني قد «أطيح به»، وإن الدول الأخرى لم تعد تعترف به رئيسا للدولة.
كما تشير رسالة طالبان إلى أن الحركة تريد أن يحل متحدثها الخاص سهيل شاهين محل المبعوث الأفغاني الحالي لدى الأمم المتحدة غلام إسحق زاي الذي تقول إنه لم يعد يمثل البلاد وإن مهمته قد انتهت. وأحالت الأمانة العامة للأمم المتحدة الرسالة إلى لجنة أوراق الاعتماد للنظر فيها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن اللجنة تتكون من ممثلين عن تسع دول هي الولايات المتحدة وروسيا والصين والسويد وناميبيا وجزر البهاما وبوتان وسيراليون وتشيلى ولديها سلطة تقرير الممثلين ومن ثم قادة الدول المعترف بهم في الأمم المتحدة.
وأضاف أن «الأمم المتحدة ليست هي التي تعترف بالحكومات، بل الدول الأعضاء هي التي تفعل ذلك».
من جهته حذر رئيس وزراء باكستان عمران خان من أن أفغانستان ستنزلق إلى حرب أهلية في حال أخفقت طالبان في تشكيل حكومة شاملة.
وقال خان في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» باللغة الأردية الثلاثاء: «إذا لم يشركوا جميع الفصائل، ستندلع حرب أهلية عاجلا أم آجلا».
ويبدو أن تعليقاته تعد أول «رسالة قوية» لطالبان توجهها باكستان التي تتهم منذ وقت طويل بدعم الحركة.
وقال خان: «ذلك سوف يعني أن تكون أفغانستان غير مستقرة وفوضوية ومكانا مثاليا للإرهابيين. هذا ما يدعو للقلق».
وتأتي تعليقات خان في الوقت الذي عقد فيه دبلوماسيون من روسيا والصين وباكستان اجتماعا مشتركا مع رئيس إدارة طالبان في كابول للدفع لتشكيل حكومة شاملة.
من جهة أخرى قال أربعة دبلوماسيين ومسؤولان إن الاتحاد الأوروبي سيركز على المساعدات الإنسانية في الوقت الذي يحاول فيه استكشاف سبل التعامل مع حركة طالبان، على أمل الوصول لترتيب غير رسمي مع حكام أفغانستان الجدد لضمان ممرات آمنة لتلك المساعدات.
وبعد انقضاء أكثر من شهر على سيطرة المتشددين الإسلاميين على البلاد في أعقاب انسحاب غربي فوضوي من كابول، تفرض حكومات الاتحاد الأوروبي قيودا على وجودها إذ جعلته مقصورا على العاصمة القطرية الدوحة حيث يوجد تمثيل لطالبان.
تمثل محدودية الطموح مرآة تنعكس عليها المخاوف الأمنية وعدم اتضاح الرؤية إزاء مسؤولي طالبان الذين سيتم التعامل معهم بعد أن أعلن قادة الحركة حكومة مؤقتة بدون أي تمثيل للعنصر النسائي في تعارض مع نداءات القوى العالمية لتشكيل فريق يشمل كافة أطياف المجتمع.
وقال دبلوماسيون إن تشكيل حكومة من قدامى المحاربين والمتشددين في طالبان، فضلا عن التقارير المنتشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان، يبدد الأمل في أنهم تغيروا مقارنة بفترة حكمهم السابقة بين 1996 و2001.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: «سيتعين على طالبان الاختيار بين المال أو العزلة، لكن (سقف) توقعاتنا منخفض جدا... ولا توجد أي مؤشرات حاليا».
تصل قوافل المساعدات المحدودة إلى أفغانستان، حيث يتصاعد الفقر والجوع منذ تولي طالبان السلطة في 15 أغسطس، عبر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.