وعلى مر العقود وتواليها في عهد الملوك «الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله (رحمهم الله)»، استمرت منظومة العمل الإنساني في المملكة تواجه كل أنواع الألم الذي يعاني منه شعوب العالم دون تفريق بلون أو دين أو عرق، بل كانت اليد البيضاء ممتنة تمتد لكل محتاج، حتى بلغت المملكة العربية السعودية في العمل الإنساني مبلغاً كبيراً جعلها في مقدمة دول العالم، حيث ذكر الدكتور ماجد القصبي في حديث سابق له في الفترة التي قضاها وزيرا لوزارة العمل «آنذاك» أن المملكة أنفقت نحو ربع مليار ريال في الفترة بين 1973 -1993م، وأنفقت مثلها في العشرين سنة التي تلتها تقريباً، أي بلغت إنفاقات المملكة نصف تريليون ريال على العمل الإنساني، حتى عام 2013م، وبحساب بسيط ستفوق مساعدات المملكة في نهاية عام 2030م أكثر من 750 مليار ريال، وربما أكثر خاصة مع مأسسة العمل الإنساني.
وقياساً للتفوق الإنساني في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، انطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي قام بتنظيم العمل الإنساني الخارجي للمملكة، بطريقة أصبحت حديثا للعالم ليصل إلى نحو 69 دولة، أنفق خلال سنوات قليلة ما يفوق 20 مليار دولار.
وفي عهد رؤية 2030 التي قادها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد «حفظه الله»، كان للعمل الإنساني المساحة الكافية للتطوير سواء داخلياً أم خارجياً، حيث تطور العمل وبات أكثر تنظيماً ليشمل جميع طبقات المجتمع ومحتاجيه، ويكفيه فقط إطلاق برنامج إحسان المتفرد، حيث سهل هذا البرنامج العمل الإنساني داخل المملكة، وكذلك التعرف على الحالات المحتاجة بكل شفافية وأمان ومعرفة كل متبرع أين أنفق أمواله، لتعزز بذلك المملكة العمل الإنساني بداخلها، وتقضي على أساليب التبرع المشبوهة التي تتجه إلى الغرف المظلمة أو من كان يستخدم أعمال الخير غطاءً للعمل السيئ، وليكون العمل هذا نموذجا يدرس في كيفية طرح العمل الإنساني رقمياً ومتابعته حتى نهايته بكل سهولة.
وأذكر فعلياً كيف كنا صغارا نعيش طريقة التبرع السابقة في المدارس بنظام شراء ورقة من دفتر أشبه بالشيك كانت تعبر عن رقم المال الذي كنا ندفعه وقتها وأشهرها في ذلك الحين «ريال فلسطين»، الذي كان أحد مظاهر التبرع وقتها في الثمانينيات من القرن الماضي، كذلك حملات التبرع التي قادتها المملكة لدعم الشعب الفلسطيني وغيره عبر حملات تلفزيونية كانت شعبية صحبها تنافس أهل الخير لدعم كل شعب أو وطن يحتاج ليد بيضاء تقف معه وتدعمه.
لنا الحق في الفخر بهذا الوطن الذي منحنا الكثير من سمات التفرد عن أقراننا في الدول الأخرى، لنا الحق في الفخر بوطن كان ولا يزال أيقونة العمل الخيري والسلام على مستوى العالم.
@alsheddi