من العيوب التي قد تجدها في مجتمعنا اليوم شبان لا يكادون ينفكون عن التبعية التقليدية ولا يسمحون لمخيلتهم بالتفكير خارج الصندوق، حيث يحكى عن امرأة كانت تعد وجبة العشاء لأطفالها وكانت تقوم بقطع رأس وذيل السمكة قبل وضعها في المقلاة وعندما تم سؤالها عن هذا العمل ردت بالجواب: والدتي كانت تعمل هكذا! وعندما تم سؤال والدتها قالت: والدتي كانت تعمل هكذا! وعندما تم سؤال الجدة قالت: كان حجم المقلاة صغيرا.
لا تعرف الأشياء إلا بأضدادها فإن لم نعمل الخطأ لم نعرف الصواب وإن لم نعمل الشر لم نعرف الخير، وأفضل طريقة إتاحة مساحة للمراهقين وفئة الشباب والسماح لهم بالتجارب وعدم المبالغة في الانتقاد عند وقوع الخطأ فهذه حياته الخاصة فلنسمح لهم بمواجهتها من وقت مبكر لكيلا يصطدم بالواقع والنقد اللاذع من المجتمع، لم يمض الوقت بنا مازال هنالك متسع للتألق والتطور والإبداع.
سمعت قصة من صديق مقرب يقول تحدثت لوالدتي عن العديد من الأمنيات والكثير من الأهداف التي أسعى لتحقيقها في حياتي، وحيث بالغت في الشرح والتفصيل والإسهاب في طرق التنفيذ لهذه الأهداف بينما ظلت والدتي تبتسم ولم تقاطع حديثي فبادرت بالسؤال لماذا هذه الابتسامة؟ فبادرت بالرد على سؤالي بحكمة قديمة كانت تقرأ على مسامعنا في الإذاعة المدرسية، ولم أكن أعي معناها العميق حيث قالت بثغر مبتسم «من سار على الطريق وصل» وأعقبت القول يا بني أنت تتحدث وتعبر عما يجري بداخلك وهذا أول طرق النجاح ستصبح على ما تقول حينما تقرنها بالعمل الجاد والصبر على التحديات التي تواجهك مستقبلا.
فلنجعل لأبنائنا الخيار في تحديد ماهيه حياتهم وترك المجال لهم لحرية التجربة وصنع القرارات، ولا نملي عليهم تصرفاتهم بل نعطيهم ما يحتاجون من التوجيهات والإرشادات عندما يحتاجون لذلك ولا نتخلى عنهم أبدا.
MFAALAHMARI