تحل الذكرى الحادية والتسعون لقيام المملكة العربية السعودية هذه الأيام لتكون شاهداً على المسيرة المباركة لهذا الوطن الغالي، الذي يخطو مع كل ذكرى تحل لهذه المناسبة الغالية خطوات أخرى راسخة على طريق التقدم والرفاه في كل المجالات، مما يبعث على اعتزاز أبناء الوطن ببلادهم، التي تتأكد يوماً بعد يوم مكانتها الإقليمية والعالمية، ودورها الكبير في كل المجالات الإنسانية والحضارية والسياسية والاقتصادية عبر مسيرة طويلة بدأها الملك المؤسس -طيب الله ثراه-، ومضى عليها أبناؤه من بعده -يرحمهم الله- وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تتواصل فيه هذه المسيرة، وتتراكم الإنجازات التي تؤكد هذا الدور رغم كل المحاولات، التي تحاول النيل من مكانة المملكة وأهميتها، والتي تحاول قوى إقليمية دون جدوى عرقلتها والنيل منها؛ فعلى الصعيد السياسي الدولي تتعزز مكانة المملكة الاقتصادية يوماً بعد يوم، خاصة في قيادة منظمة أوبك واجتماعات أوبك بلس، وما تقدمه من تضحيات للوصول إلى استقرار إمدادات الطاقة للأسواق الدولية، وتحملها النصيب الأكبر من تكلفة اتخاذ القرارات الصائبة، التي تحول دون فوضى الإنتاج والأسعار، وبما تقدمه أيضا من مساعدات اقتصادية للعديد من الدول، خاصة تلك التي تتعرض لمشكلات اقتصادية حادة، مما ضاعف تأثيرها وجعلها واحدة من مجموعة الدول العشرين الأكثر تأثيراً في العالم وصولاً إلى قيادة التجمع الاقتصادي الدولي بنجاح في فترة هي من أشد الفترات حساسية على المستوى العالمي في المجال الاقتصادي. أما على الصعيد الإنساني فلا تخفى جهودها، التي تمتد بها أيادٍ بالخير إلى كل الأمم والشعوب، خاصة ما يقوم به ويقدمه صندوق الملك سلمان من مشاريع إنسانية في مختلف دول العالم، أما في المجالات الحضارية والعلمية والتنموية فتواصل هذه البلاد خطوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية يوماً بعد يوم. أما في مجال التعليم والتعليم العالي، فإن ما تحقق حتى الآن فاق كل التوقعات فلم تكتف بلادنا باللحاق بركب العلم في الدول، التي سبقتنا بسنين عديدة، بل تفوقت على أكثرها كماً ونوعاً، فانتشرت الجامعات في المناطق والمحافظات، والمدارس في الحواضر والهجر والبوادي، وبات أبناؤنا وبناتنا يحصدون المراكز المتقدمة في مجالات العلم وتخصصاته، ولا تكاد جامعة مرموقة في العالم إلا وقد التحق بها الطلاب السعوديون ليعودوا بالعلم والمعرفة ليكونوا في خدمة وطنهم مشاركين في نهضته وتحقيق رؤيته الطموحة 2030، التي تضعها قيادة مخلصة وتنفذها تجسيداً لطموحاتها وسعيها المستمر لتحقيق ما تصبو إليه لصالح الوطن ومستقبل أبنائه، وبما يحقق التنمية المستدامة، ويضمن تعدد الموارد المالية وتنوعها، وعدم اعتمادها على النفط باعتباره المورد الوحيد لتمويل الميزانية، التي يتحقق المزيد منها كل يوم بمتابعة دائمة ومستمرة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، وما زالت القافلة تسير محققة كل يوم مزيداً من الإنجازات، التي تسر كل صديق ومحب لهذا الوطن، وتغيظ مَنْ لا يريد له الخير ولا لمسيرته النجاح، ويرتفع البنيان بسواعد أبناء الوطن على أسس راسخة سموًا، وتواصل البلاد سيرها -بإذن الله- لمزيد من التقدم والازدهار، فهنيئًا للوطن وأهله وقيادته بيوم وطني يحمل تباشير إنجازات جديدة في كل يوم ومع كل مناسبة مثل هذه المناسبة الخالدة تتجدد كل عام بعون الله وهي لنا دار.. وتبقى لنا دار.
@Fahad_otaish