وتابع: مع ذلك، فإن إعلان دوشانبي الصادر عن منظمة «شنغهاي» للتعاون ضئيل فيما يتعلق بالموضوع.
وأشار إلى أن الوثيقة المكونة من 8300 كلمة خصصت بالكاد 170 كلمة للوضع الأفغاني، لقد أوضحت ثلاث نقاط فقط غير صحيحة، وهي أن الدول الأعضاء في منظمة «شنغهاي» للتعاون تدعم ظهور أفغانستان كدولة مستقلة ومحايدة وموحدة وديمقراطية ومسالمة وخالية من الإرهاب والحرب والمخدرات، وتعتقد أنه من الأهمية بمكان وجود حكومة شاملة في أفغانستان، واعتبروا أنه من المهم أن يبذل المجتمع الدولي جهودا نشطة لتسهيل عودة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم.
واعتبر أن هذه نكسة لمنظمة «شنغهاي» للتعاون، حيث تقول القليل وتسهم بقدر أقل في حل أكبر أزمة فردية في الاستقرار والأمن الإقليميين التي كان على التجمع أن يواجهها في تاريخه بأكمله.
وأشار إلى أن ذلك حدث بسبب الهند، حيث شكك رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي، في عملية انتقال السلطة في أفغانستان، وقال: إنها حدثت دون مفاوضات، بما يثير تساؤلات حول مقبولية النظام الجديد، وشكك عمليا في شرعية حكومة طالبان.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الهندي دعا إلى دور مركزي للأمم المتحدة حيال الاعتراف بالنظام الجديد.
وأوضح أن خطاب مودي كان يناقض خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني تشي جين بينغ، حيث حث كل منهما على فك تجميد أصول أفغانستان وتعزيز المساعدة، كما حثا حكومة طالبان على أن تظل سلمية تجاه جيرانها ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.
وأردف: في الأساس، دعا مودي المنظمة إلى الانسجام مع التحركات التي تقودها الولايات المتحدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبحسب الكاتب، فإن الهند بذلك منعت عمليا منظمة شنغهاي للتعاون من القيام بأي دور حاسم في أفغانستان، وهو ما يخلق بالطبع الوقت والمساحة للولايات المتحدة للمضي قدما في إستراتيجيتها.
واستطرد بقوله: تضغط واشنطن على طالبان لجعلها تدرك أنه ليس لها مستقبل دون موافقة أمريكية، وما لم تشق الولايات المتحدة طريقها، سيتم حجب هذه الموافقة وستواصل واشنطن جعل الحياة جحيما لحكومة طالبان.
وأردف: في ظل هذه الخلفية، تنظر الولايات المتحدة إلى منظمة «شنغهاي» على أنها «مفسد» محتمل.
وأضاف: مع ذلك، فإن إعلان «دوشانبي» ليس هو الكلمة الأخيرة، ولا يمكن أن تكون منظمة «شنغهاي» للتعاون رهينة الابتزاز.
وتابع: على هامش قمة المنظمة، قام وزراء خارجية 4 دول أعضاء بالفعل، وهي الصين وباكستان وروسيا وإيران، بالاجتماع في «دوشانبي» بشكل منفصل يوم الجمعة، وأكد بيانهم المشترك على مركزية سيادة واستقلال ووحدة أراضي أفغانستان ومبدأ «الأفغان بقيادة الأفغان»، في رفض ضمني لأي تدخلات أمريكية أحادية الجانب في هناك.