وعن مواجهة عمليات التهريب، أضاف: لدينا بالمملكة حدود برية وجوية وبحرية، ولنا اتصال مع العالم بشكل كبير، ما يعني أننا لسنا في منأى عن وجود أو دخول المخدرات، رغم أن المملكة من أقوى دول العالم في محاربة المخدرات، ولكننا بلد لنا تواصل مع كل دول العالم، فمن البديهي أن تكون هناك طرق للتهريب مختلفة ومتجددة كل يوم عن الآخر.
مشكلة عالمية
وتابع: يعد الإدمان مشكلة عالمية قديمة ومستمرة وليست وليدة اليوم، يعاني منها الفرد والأسرة والمجتمع على حد سواء، وأصبحت تبدد أمن الفرد والأسرة والمجتمع، وهي ليست بمشكلة أمنية أو سياسية أو صحية أو نفسية بل هي هذا وأكثر من هذا، وهناك دوافع كثيرة للإدمان، منها دوافع اقتصادية، نفسية، اجتماعية، كما أن تعاطي المخدرات لا يجلب السعادة كما يزعم البعض، بل إن المصير الحتمي للمدمن هو التعاسة والشقاء، وهو ما يؤكده، وأنا قابلت من خلال عملي حالات إدمان لا تعد ولا تحصى، ولم أجد في يوم من الأيام أن هناك حالة من الحالات كانت تعيش في سعادة في ظل إدمان المخدرات، فالتعاطي يهدم حياة الشخص ويحوله من إنسان بمشاعر إيجابية وتفكير سليم إلى بقايا إنسان بدون مشاعر إيجابية وفكر سليم، ولنتذكر أن هناك 3 مصائر تنتظر الشخص إذا استمر في التعاطي، فقد يتعرض للسجن أو يصاب بالاضطرابات العقلية أو ينتهي الأمر به إلى الموت.
بداية العلاج
وأضاف: مريض الإدمان مثل أي مريض آخر يحتاج منا إلى العون والمساعدة، حتى من جهات العمل التي تساعد المريض وتقدم له كل العون للتخلص من المشكلة، كما أن سبل العلاج كثيرة، فيحتاج مريض الإدمان في البداية في حال كانت شدة الإدمان عالية، إلى مرحلة «سحب السموم»، بعد ذلك يتلقى كل الأدوية اللازمة والمساعدة حتى لا يتأثر بالأعراض الانسحابية.
مرحلة التأهيل
واستكمل حديثه قائلا: بعد مرحلة إزالة السمية تبدأ مرحلة التأهيل، وهي مرحلة مهمة جدا وتعد مكملة لمرحلة «سحب السموم»، لأن الجسد أصبح خاليا من أي مواد مخدرة، ولكن المريض يحتاج إلى التأهيل النفسي والاجتماعي، وتصحيح المعتقدات والمفاهيم والأفكار المشوهة حول المواد التي يتعاطاها، وكيف يتعامل مع مشاعره والمثيرات والأدوات والأشخاص والأماكن والأزمنة، فهو بحاجة إلى كل ذلك حتى يبدأ رحلة التعافي التي هي عكس رحلة التعاطي، فالتعاطي رحلة كلها ألم وحزن وخسائر، بينما مرحلة التعافي راحة وسكينة وعلاج لقصور الماضي وانطلاق نحو المستقبل بشكل جيد.
مواجهة الواقع
وعما يجعل المدمن يتردد في طلب العلاج، قال: نود أولا أن تتفهم وتتقبل الأسرة أن هناك مشكلة تسمى الإدمان، وأن يتعاملوا معها على أنها مشكلة حقيقية، وأن يحاولوا مساعدة المريض دون مواجهة في المراحل الأولى، فعليهم أن يحاولوا تفهم مشكلته من ثم مواجهته بالواقع الذي يعيشه، ولكن الذي يجعل المريض يتردد في طلب العلاج هو خوفه من فشل العلاج، وفي أحيان كثيرة قد يكون بسبب الإنكار، فدائما مرضى الإدمان لديهم اندافعية ولا يعطون لأنفسهم فرصة أن يروا التغير الذي سوف يحصل لهم بعد العلاج، بالإضافة إلى خوفهم من فقد هذه المادة التي أصبح بينهم وبينها ارتباط شرطي كبير، وأصبحت محور حياة بالنسبة لهم، إذ أصبحت هي المسكن لمشاعر الألم التي يشعر بها.
مرض مزمن
واختتم حديثه قائلا: الإدمان مرض مزمن مرتبط بالانتكاسة، إن لم يأخذ المريض البرامج بشكل جيد، لا شك أنه سوف يكون عرضة للعودة للإدمان مرة أخرى، ولكن إذا التزم ببرنامج التعافي وعاد إلى حياة مستقرة وطبق البرنامج التأهيلي كما ينبغي، بالتأكيد سوف يكون في منأى وبعد عن العودة للإدمان، وكل عام يمر على الشخص في التعافي يعزز مقاومته ويقوى تعافيه، ويصبح لبنة نافعة في المجتمع.
التعاطي رحلة كلها ألم وحزن.. والتعافي مرحلة الراحة والسكينة
الإدمان مشكلة عالمية قديمة تهدد أمن الفرد والأسرة والمجتمع
احترام وسرية تامة خلال العلاج في المستشفيات والمصحات