DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ارتفاع أسعار الغاز يعصف بأسواق العالم

مستويات قياسية جاءت مع اقتراب فصل الشتاء

ارتفاع أسعار الغاز يعصف بأسواق العالم
الأخبار الاقتصادية على منصة «إكس»
نيويورك تايمز: الزيادة الأخيرة تؤثر على المستهلكين مباشرة
سي إن إن: إعادة بناء المخزونات «مهمة صعبة»
هفينجتون بوست: الأسعار قد تظل مرتفعة حتى 2023
فاينانشيال تايمز: صعود مزدوج في النفط والغاز
سي بي إس: الإدارة الأمريكية تشك في أسباب الارتفاع
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بسرعة صاروخية من أوروبا للولايات المتحدة والشرق الأوسط والصين، مما ينذر بوقوع موجة جديدة من الأعباء الاقتصادية على الدول التي بدأت للتو في التعافي من تأثيرات وباء كوفيد- 19، حيث وصلت أسعار البيع بالجملة للوقود إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، واقتربت من 5 أضعاف ما كانت عليه في هذا الوقت من عام 2019، قبل أن يبدأ الناس في الإصابة بالفيروس. وفي هذا الموضوع تلقي ترجمات صحيفة «اليوم» الضوء على مجموعة من الصحف العالمية، التي ناقشت الأبعاد المختلفة وتأثيرات ذلك الارتفاع، كالآتي:
معاناة الأسر
البداية كانت من صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي أكدت أن المستويات المرتفعة تتسبب في صعود أسعار الطاقة الكهربائية التي تستخدم كمية كبيرة من الغاز الطبيعي في توليدها، مما يثقل كاهل المستهلكين الذين تضررت مواردهم المالية الشخصية بالفعل بسبب الوباء. وقفزات الأسعار بشكل غير معتاد، لأن الطلب عادة ما يكون منخفضًا نسبيًا في أشهر الصيف الأكثر دفئًا، بينما شهد هذا الصيف العكس، مما يدق ناقوس الخطر بشأن احتمالات حدوث زيادات أخرى عندما يقفز الطلب في الشتاء.
على سبيل المثال، تدفع الأسر الإسبانية ما يقرب من 40 % أكثر مما دفعته للكهرباء قبل عام، حيث صعد سعر الجملة بأكثر من الضعف، مما أثار احتجاجات غاضبة ضد شركات المرافق.
وقالت ماريا كامبوزانو، المتحدثة باسم التحالف ضد فقر الكهرباء، وهي جمعية إسبانية تساعد الأشخاص الذين يكافحون لدفع فواتير الطاقة، في حوار مع مجلة «فوربس»: «لقد تسبب ارتفاع أسعار الكهرباء في الكثير من السخط، وهذا بالطبع ينتقل إلى الشوارع».
أوروبا تتألم
أيضاً، لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الألم الاقتصادي ينتشر في جميع أنحاء أوروبا، حيث يتم استخدام الغاز للتدفئة المنزلية والطهي وكذلك لتوليد الطاقة الكهربائية. وفي ضوء محددات أسعار الغاز الطبيعي القياسية، منحت وكالة تنظيم الطاقة البريطانية (أوفجيم) مؤخرًا المرافق الضوء الأخضر لزيادة المستوى الأقصى لفواتير الكهرباء، مما أثر على ملايين الأسر التي تدفع معدلات قياسية بنحو 12 %، أو ما يصل إلى 1277 جنيهًا إسترلينيًا، ويعادل ذلك 1763 دولارًا سنويًا.
وهناك العديد من الأسباب المسؤولة عن ارتفاع الأسعار، بما في ذلك عودة الطلب العالمي بعد عمليات الإغلاق الوبائي بقيادة الصين، وموجة البرد الأوروبية في الجزء الأخير من فصل الشتاء هذا العام والتي استنزفت مستويات التخزين. وقال ماركو ألفيرا، الرئيس التنفيذي لشركة «سنام»، وهي شركة غاز كبيرة في ميلانو، إن الطلب الأعلى من المتوقع والعرض المتعثر شكلا «العاصفة المثالية لارتفاع الأسعار».
والقلق هو أنه إذا كان الشتاء باردًا في أوروبا، فقد ترتفع الأسعار بصورة أكبر، مما قد يجبر بعض المصانع على الإغلاق مؤقتًا.
وقال ألفيرا: «إذا أصبح الجو شديد البرودة، سنكون في مأزق».
قلق متزايد
ومن فوربس إلى موقع «سي إن إن» الأمريكي، الذي أكد أن أسعار الطاقة تشهد ارتفاعا هائلا. ومع اقتراب فصل الشتاء، تشعر أوروبا بقلق متزايد.
وقال الموقع: «ارتفعت تكلفة البيع بالجملة للغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية في المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا. وصعدت بالفعل فواتير المنازل والشركات، ويمكن أن ترتفع أكثر مع حلول الطقس البارد، وهناك حاجة إلى مزيد من الوقود لتوليد الكهرباء وأنظمة التدفئة».
ونقل الموقع عن ديميتري فيرجني، رئيس فريق الطاقة في منظمة المستهلك الأوروبية، قوله: "لقد شهدنا ارتفاعًا هائلاً في الأسعار". وأضاف: "إنه أمر مقلق قبل الشتاء، حيث سيزداد استهلاك الغاز بالضرورة وقتها".
ولفت الموقع الأمريكي، إلى أنه تم استنفاد مخزونات الغاز الطبيعي في فصل الربيع الذي جاء "أكثر برودة من المعتاد". وقال: "إعادة بناء المخزونات مهمة صعبة، وذلك بسبب قفزة غير متوقعة في الطلب مع انتعاش الاقتصاد من كوفيد- 19، وزيادة شهية الأسواق على الغاز الطبيعي المسال (إل إن جي) في الصين، كما أن روسيا تزود السوق بغاز طبيعي أقل مما كانت عليه قبل الوباء".
وارتفعت أسعار الغاز في المملكة المتحدة إلى حوالي 4 أضعاف قيمتها في شهر يناير الماضي.
وبحسب الموقع الأمريكي، توغل الآن الضغط على إمدادات الغاز والطاقة في جميع أنحاء العالم بعد الشتاء البارد العام الماضي، مما شكل تأثيرا غير مباشر على العديد من القطاعات الأخرى.
وقفزت الأسعار بنسبة 70 % منذ أغسطس الماضي وحده في المملكة المتحدة، كما أدت المشكلات التي واجهتها الشبكات الوطنية -بما في ذلك حريق في كابل رئيسي تسبب في قطع إمدادات الكهرباء- إلى زيادة اعتماد الدولة على محطات توليد الطاقة بالغاز.
فقر الوقود
في نفس الإطار، ألقت شبكة "هفينجتون بوست" الضوء أيضاً على أن المملكة المتحدة لديها غاز احتياطي كافٍ فقط لمدة أربعة إلى خمسة أيام من الشتاء فقط، مما سيؤدي إلى ارتفاع قياسي في الأسعار، وقال: "قد تعاني مليون أسرة بريطانية إضافية في فقر الوقود خلال العام المقبل".
وأضافت: "من المتوقع أن تظل أسعار الوقود مرتفعة للأشهر القادمة على الأقل. وتنبأ خبراء الأرصاد الجوية بخطر أعلى من المعتاد لطقس الشتاء البارد، مما يعني أن أسعار سوق الغاز قد تظل مرتفعة حتى عام 2023".
وصرحت شركة الأرصاد الجوية الأمريكية "دي تي إن"، بأن شهر فبراير على وجه الخصوص سيكون "أبرد شهور الشتاء الثلاثة".
وأشارت الشبكة إلى أن جيران المملكة المتحدة الأوروبيين سوف يتأثرون أيضاً بمخاوف مماثلة حول الطقس، لكن العديد من الدول لديها إمدادات احتياطية ستحميها من الضربة التي تتعرض لها السوق، بعكس بريطانيا.
وقالت كيم فوستير المحلل في بنك "إتش أس بي سي"، إن الشتاء البارد بشكل استثنائي قد يدفع مستويات التخزين في المملكة المتحدة إلى "مستويات منخفضة بشكل خطير".
وأضافت: "وضع المملكة المتحدة أكثر خطورة من جيرانها الأوروبيين، بسبب سعتها التخزينية المحدودة للغاية".
والنفط أيضاً
على صعيد آخر، ربطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الاقتصادية المتخصصة بين ارتفاع أسعار النفط، أمس الاثنين، إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات، مع زيادة التوقعات بأن أزمة الغاز الطبيعي ستنتقل إلى سلع أخرى، وهو "ارتفاع مزدوج يأتي في نفس الوقت الذي يعزز فيه الانتعاش الاقتصادي العالمي الطلب".
وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع أسعار خام برنت القياسي الدولي لليوم الخامس على التوالي، بنسبة 1.4 %، ليصل إلى 79.22 دولار للبرميل. وبذلك يكون خام برنت قد صعد بنحو 50 % هذا العام و9 % هذا الشهر وحده.
ويأتي الارتفاع الكبير في الوقت الذي عززت فيه الشركات والمستهلكون من استخدامهم لكل شيء من البنزين إلى وقود الطائرات، في وقت ترفع فيه الحكومات القيود الاجتماعية المفروضة لإبطاء انتشار فيروس كورونا. وقال بنك «جولدمان ساكس»، وهو أحد أكثر البنوك نفوذاً في أسواق السلع، إنه يتوقع استمرار الارتفاع، متنبئاً بوصول سعر خام برنت إلى 90 دولارًا للبرميل بنهاية العام، ارتفاعًا من تقدير سابق عند 80 دولارًا.
وأضافت إن «العجز الحالي في العرض والطلب على النفط العالمي أكبر مما توقعنا»، مضيفة إن الطلب تعافى «بشكل أسرع» من تأثير متحور دلتا من فيروس كورونا وأكثر مما كان متوقعًا، بينما ظل العرض العالمي مقيدًا.
شكوك «بايدن»
ختاماً، أوضحت شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا إلى إجراء تحقيق في استمرار ارتفاع أسعار البنزين. مع صعود متوسط سعر الغاز في الولايات المتحدة إلى 3.17 دولار للجالون، واقترح بايدن أن «المستفيدين» من الوباء قد يكونون هم السبب وراء هذا الارتفاع.
ونقلت الشبكة عن بايدن قوله: «هناك الكثير من الأدلة على أن أسعار الغاز كانت من المفترض أن تنخفض، لكنها لم تفعل». وأضاف: «نحن نلقي نظرة فاحصة عن كثب لمعرفة أسباب ذلك».
مع هذا، يقول الخبراء إن هناك القليل من الأدلة على أن هناك شيئا شائنا وراء ارتفاع تكلفة الوقود. على الرغم من أن أسعار الغاز ظلت مرتفعة بشكل غير معتاد بعد عيد العمال الأمريكي، وهو الوقت الذي تنخفض فيه الأسعار عادة لدى المستهلكين بعد ذروة موسم الصيف، ويلقي المحللون باللوم في ذلك على عوامل أخرى، بما في ذلك انخفاض الإنتاج العالمي، واضطرابات الإمدادات في الولايات المتحدة.