وسوف تتطلب محاولة الصين مجاراة القوة العسكرية الأمريكية، زيادة نفقات الدفاع لديها على نحو جذري؛ وهو نفس الفخ الذي سقط فيه السوفييت، ورغم ذلك، من الممكن أن يؤدي إخفاق الصين في مواجهة التعزيزات العسكرية الأمريكية، إلى أن تصبح أكثر تعرضا لانعدام الأمن وللخطر.
ويرى «بي» الخبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وآسيا، أن قرار أمريكا بيع غوصات هجومية تعمل بالطاقة النووية لأستراليا، سلط ضوءًا صارخًا على مأزق الصين، وباتخاذ هذه الخطوة الإستراتيجية المثيرة، تعلن أمريكا تحدي الصين في سباق تسلح جديد، ذي تكلفة فلكية، ويصل سعر الغواصة الأمريكية الواحدة طراز «فيرجينيا» إلى 3.45 مليار دولار.
وتجد الصين نفسها الآن في موقف إستراتيجي لا تحسد عليه، وعليها مجابهة القدرات العسكرية المشتركة للولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ، في نفس الوقت.
ويرى بي «إنه إذا أرادت الصين أن تصل فقط إلى شبه تكافؤ مع الجيش الأمريكي، فإن الأمر صعب، ولكنه ليس مستحيلا تماما، فالاقتصاد السوفيتي في ذروته، لم يصل إلى نصف قيمة الاقتصاد الأمريكي».
ويصل إجمالي الناتج المحلي للصين حاليا إلى حوالي % 70 من نظيره الأمريكي، محسوبا بالدولار، ومن المنتظر أن يتجاوزه خلال 15 عاما، وفي المستقبل المنظور، من المتصور أن تتمكن الصين من مضاهاة الإنفاق العسكري الأمريكي.
ولكن المسألة تختلف تماما إذا ما تمت إضافة اقتصادات «تحالف كواد» (الرباعي) - أمريكا واليابان والهند وأستراليا- إلى المعادلة، حيث يبرز هذا التجمع على نحو سريع كتحالف تم تشكيله خصيصا لاحتواء الصين، وبحسب بيانات البنك الدولي، بلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأربع حوالي 30 تريليونًا في 2020، أي ضعف إجمالي الناتج المحلي للصين.
وفي ظل حفاظ دول التحالف على إنفاق 3% من هذا الإجمالي، من شأن ذلك أن يوفر حوالي 900 مليار دولار للجيوش الأربعة، وبذلك، سيتعين على الصين التي وصل إجمالي إنفاقها العسكري إلى 250 مليار دولار في 2020، مضاعفة ميزانيتها العسكرية بواقع أربعة أمثال.
وإذا ما تضمن الأمر الميزة التكنولوجية لأمريكا، وأيضا المخزون الضخم من السلاح بعد عقود من إنفاق عسكري هائل، سوف يكون الأمر غير واقعي تماما بالنسبة للصين أن تعتقد أنها تستطيع أن تفوز بسباق التسلح القادم استنادا إلى قوة اقتصادها وقدراتها التكنولوجية.
وهنا يتساءل بي: إذن، ما العمل؟
ويرى «بي» أنه في ظل حالة انعدام الثقة والعداء التي تتصاعد لمستويات خطيرة، من المهم بنفس القدر للصين أن تبدأ الانخراط مع الولايات المتحدة مجددا، وعلى الرئيس تشي جين بينغ أن يتخلى عن رفضه الواضح مقابلة نظيره الأمريكي جو بايدن، حيث يمكن فقط للانخراط الدبلوماسي على أعلى مستوى، أن يبطئ من الدائرة المفرغة التي تصعد من عسكرة المنافسة بين الصين وأمريكا.