تسريع التعليم
وأشار إلى أن البرنامج يركز على عملية التسريع للطالب في رحلته التعليمية، إذ يمكنه أن يختصرها من 12 سنة إلى أقل من ذلك، وكذلك الأمر في المرحلة الجامعية، وسرعة التوظيف بعد التخرج من الجامعة.
ولفت إلى أن الاهتمام بالمواطن سيكون من مرحلة رياض الأطفال التي تعد ركيزة مهمة في تأمين نظام متين للمملكة، منوها إلى أن المستهدف في البرنامج أن تزيد نسبة الإلحاق إلى 40% أو أكثر بحلول عام 2025، وإلى 90% أو أكثر بحلول عام 2030.
قطاع قوي
وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف أن القطاع الصناعي المستقبلي تم تصميمه ليقوم على قطاع صناعي قوي يتبنى تقنيات حديثة، وأوضح خلال مشاركته في الجلسة الحوارية، أن المملكة ستحول طبيعة القطاع الصناعي الذي تم بناؤه على مدى 50 عاما، إلى قطاع صناعي جديد يعتمد بشكل أكبر على الكفاءات وبشكل أقل على اليد العاملة الرخيصة، مشيرًا إلى أن مخرجات برنامج تنمية القدرات البشرية ستكون لها دور رئيسي في هذا الجانب.
وذكر أن القطاع الصناعي التقليدي الكبير سوف يستمر قائمًا وبحاجة إلى كفاءات، موضحا أنه سوف تكون هناك فرص كبيرة لريادة الأعمال في القطاع الصناعي، نظرا لطبيعة الأعمال في المستقبل، موضحا أن الوزارة تؤسس لأن يكون قطاعا التعدين والصناعة جاهزين لفتح فرص كبيرة للشباب والشابات تتناسب مع قدراتهم.
تنمية القدرات
أما وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية م. أحمد بن سليمان الراجحي، فأوضح أن برنامج تنمية القدرات البشرية يمثل ركيزة أساسية لسوق العمل، وأن البرنامج يسعى لتحضير الشباب لسوق العمل الحالي والمستقبلي، مشددا على أهمية تدريب المواطنين على رأس العمل، بما في ذلك من لديهم خبرة طويلة تصل إلى 20 عاما، مشيرًا إلى الاهتمام الذي يحظى به البرنامج، والذي تعد أهم دلائله هي رئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبرنامج، لافتا إلى اهتمام ولي العهد بالمواطن السعودي الذي يعد أهم ثروات المملكة، وأوضح أن البرنامج يستهدف زيادة نسبة التوطين في الوظائف عالية المهارة بنسبة 40% على الأقل بحلول 2030، كما يستهدف حصول 80% من الخريجين على وظائف تناسب مؤهلاتهم خلال 12 شهرا من التخرج. وأضاف إن البرنامج يركز أيضًا على تأهيل الشباب في مرحلة الدراسة، وهو ما يجهزهم للدخول في سوق العمل بصورة أفضل ممن لم يتلقوا هذا التأهيل، وذكر أن اختيار التخصص المناسب لقدرات الشباب وسوق العمل هو أحد الأمور التي يستهدفها البرنامج، وأن البرنامج يسعى إلى تغيير نمط فكرة المواطن من البحث عن وظيفة إلى التفكير في ريادة الأعمال.
تنافسية عالمية
وأوضح رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب خالد السبتي، أن مبادرتي الإطار الوطني للمهارات ومبادرة استشراف مهارات المستقبل ضمن برنامج تنمية القدرات البشرية، تهدفان إلى إكساب الشباب والشابات المهارات اللازمة لمواجهة التغيرات السريعة في سوق العمل ورفع تنافسيتهم محليا ودوليا، وأضاف: التحدي الآن هو جودة المخرجات والمواءمة مع سوق العمل، وهذه المبادرات تهدف إلى تحديد المهارات المطلوبة للمهن القطاعية المختلفة ووضع البرامج التدريبية ذات العلاقة، وتعريف المهارات المطلوبة للأفراد، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم لتحديد نقاط القوة والضعف في المهارات المختلفة.
وأشار إلى أن تلك المبادرات تهدف كذلك إلى تحديد الفجوة بين المهارات في المهن والوظائف، وإمكانية تحسين مستوى مهارات الأفراد لتحقيق المتطلبات المحددة للوظائف المختلفة، كما تهدف إلى تمكين الجهات الحكومية والخاصة للوصول إلى الأفراد الذين يمتلكون المهارات المطلوبة في الوظائف المتاحة، بما يخدم توظيف شباب وشابات المملكة ويرفع تنافسية المملكة محليا وعالميا.
إستراتيجية وطنية
يُذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، أطلق مؤخرا برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والذي يمثل إستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليا وعالميا، باغتنام الفرص الواعدة الناتجة عن الاحتياجات المتجددة والمتسارعة، ليكون المواطن مستعدا لسوق العمل الحالي والمستقبلي بقدرات وطموح ينافس العالم، وذلك من خلال: تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة.
وتم تطوير هذا البرنامج ليلبي احتياجات وطموح جميع شرائح المجتمع، من خلال تطوير رحلة تنمية القدرات البشرية بداية من مرحلة الطفولة، مرورا بالجامعات والكليات والمعاهد التقنية والمهنية، وصولا إلى سوق العمل، بهدف إعداد مواطن طموح يمتلك المهارات والمعرفة، ويواكب المتغيرات المتجددة لسوق العمل، ما يسهم في بناء اقتصاد متين قائم على المهارات والمعرفة وأساسه رأس المال البشري.
89 مبادرة
وتتضمن خطة البرنامج 89 مبادرة بهدف تحقيق 16 هدفا إستراتيجيا من أهداف رؤية المملكة 2030، وتشتمل إستراتيجية البرنامج على ثلاث ركائز رئيسية، هي: تطوير أساس تعليمي متين ومرن للجميع، والإعداد لسوق العمل المستقبلي محليا وعالميا، وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة.
وتشمل مبادرات البرنامج، مبادرة تعزيز التوسع في رياض الأطفال التي ستسهم في تنمية قدرات الأطفال منذ سن مبكرة، إضافة إلى تنمية مهاراتهم الشخصية، ومبادرة التوجيه والإرشاد المهني للطلاب للالتحاق بسوق العمل، والتي تهدف إلى تمكين الطلاب من تحديد توجهاتهم المهنية من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات لرسم خطة التنمية الشخصية الخاصة بهم، والتي سيكون لها أثر في إعدادهم لسوق العمل المستقبلي محليا وعالميا، بالإضافة إلى عدد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير وتأهيل المهارات من خلال الإسهام في إتاحة فرص التعلم مدى الحياة لزيادة معدلات التوظيف للمواطنين، وتمكين المبدعين ورواد الأعمال من أجل بناء مواطن يمتلك القدرات والمهارات اللازمة لسوق العمل الحالي والمستقبلي محليا وعالميا.
القدرات البشرية
ويركز برنامج تنمية القدرات البشرية على إعداد وتأهيل القدرات البشرية في المملكة، وتطوير منظومة تنمية القدرات البشرية منذ مرحلة الطفولة المبكرة إلى التعلم مدى الحياة، وتطوير مخرجات التعليم لمواءمتها مع احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي، وتوطين الوظائف عالية المهارات من خلال تأهيل وتدريب المواطنين، إضافة إلى تفعيل أكبر للشراكة مع القطاعين الخاص وغير الربحي، ويسعى البرنامج في هذه الجوانب إلى تحقيق مستهدفات عدة، من بينها زيادة فرص الالتحاق برياض الأطفال من 23% إلى 90%، ودخول جامعتين سعوديتين ضمن أفضل 100 جامعة في العالم بحلول عام 2030، بما يعزز مكانة المملكة عالميا.
وتعكس إستراتيجية برنامج تنمية القدرات البشرية، حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، على إعداد المواطن من خلال محاور إستراتيجية عدة، أهمها: تنمية الشغف بالمعرفة والاعتزاز بالقيم، والنجاح في العمل والريادة والمنافسة محليا وعالميا، والتطوير المستمر للمهارات وتنمية القدرات.
ويعزز البرنامج من خلال مبادراته، تنمية مهارات المستقبل بما في ذلك مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل مهارات التفكير الإبداعي وتحليل البيانات، بالإضافة إلى تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية، ما يعزز تنافسية المواطنين ويحقق متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وتوفر مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية كثيرا من الفرص التي تفتح الأبواب لبناء قدرات وطنية منافسة ترتكز على أساس تعليمي متين، كما تسهم في تعزيز القيم المستهدفة منذ سن مبكرة، مثل قيم الوسطية والتسامح، والعزيمة والمثابرة، والانضباط والإتقان، بما يحقق قيم المواطنة العالمية، ويعزز من تنافسية وقدرات المواطن.