الحقيقة أننا نعيش في عصر جديد أستطيع وصفه بعصر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي أصبح فيه أداء الآلات بديلاً عن الأداء البشري من خلال العديد من التطبيقات التي ساعدت على تطوير الأداء في مجالات كثيرة، ومنها المجال الطبي الذي نلاحظ فيه تحسن الكفاءة الإنتاجية وسرعة ودقة أداء الأجهزة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد ارتبط الذكاء الاصطناعي بالكثير من المفاهيم مثل الحكومة الإلكترونية والعصر الرقمي والاقتصاد الرقمي.
إن تصور السيد كلاوس شواب مفرط ولا يقوم على معلومات ودراسات على مستوى من الدقة والمصداقية والصحة، بل أتوفع أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في قيام صناعات ذكية تخلق وظائف كثيرة مرتبطة به. أرى أن اختفاء حوالي 75% من الوظائف التقليدية بسبب الذكاء الاصطناعي أمر مبالغ فيه لأن الوظائف التقليدية تتناقص اليوم قبل قدوم تسونامي الذكاء الاصطناعي بسبب الميكنة والحاسوب والثورة المعلوماتية والاتصالات والتواصل بين الناس.
ولو سلمنا بصحة ودقة المعلومات التي وردت في كلمة السيد كلاوس شواب في دافوس لاستشرفنا ارتفاع معدل البطالة في الدول النامية والدول الأقل نمواً التي سيجتاحها طوفان الذكاء الاصطناعي لعدم قدرتها على المنافسة في هذا المجال، حيث ستتأثر قطاعاتها الصناعية والتجارية التقليدية من تدني الجودة وتراجع المنافسة ونمو معدل البطالة. ومن المؤكد أن جودة الحياة ستتطور وتصبح أفضل مما هي عليه اليوم إذا استغل الذكاء الاصطناعي لخير البشرية.
وعليه فإنه يتحتم على الموارد البشرية التقليدية تنمية مهاراتها التكنولوجية والمعرفية والتوجه نحو الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي. فكونوا مبادرين ومبتكرين ومبكرين قبل تزايد انتشار اقتصاد الذكاء الاصطناعي وسيطرته على الساحة الصناعية والتجارية والاقتصادية. أرى أهمية مواكبة الموظفين من ذوي المهارات التقليدية للتطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والعقل الروباتي (الآلي) حتى يبقون في سوق العمل مدة أطول.
@dr_abdulwahhab