أوضح رئيس لجنة النقل في غرفة جدة، والمستثمر السياحي سعيد بن علي البسامي، أن 2021 هو عام الأمل والطموح لكل سكان عسير، إذ شهدت المنطقة مشروعين كبيرين خلال شهور قليلة؛ الأول: قرار ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إطلاق شركة السودة للتطوير السياحي، والثاني: البدء في إستراتيجية تطوير عسير، بميزانية تصل إلى 50 مليار ريال، ما يعني أن المنطقة، التي تمتلك مقومات سياحية مبهرة، باتت في قلب اهتمامات الدولة، وصارت مرشحة لنقلة نوعية تتجاوز ما تحقق لها في العقود الماضية.
وتوقع أن تساهم الإستراتيجية الجديدة في خلق ما يقرب من نصف مليون وظيفة بحلول عام 2030 في ظل المشروعات المتنوعة، التي سيجري العمل عليها في السنوات المقبلة، والتي بدأ بعضها بالفعل، مشيراً إلى العمل الكبير الذي شهدته المنطقة وورش العمل المتتالية منذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز إمارة منطقة عسير، الذي تُوج بإطلاق الإستراتيجية، ما يبرهن على الجهود الكبيرة، ويبرهن على الرؤية الثاقبة للقيادة، والتغير الذي رسخته رؤية المملكة من خلال معايير جديدة للإنجاز والإبداع.
تطبيق أعلى معايير الجودة العالمية
ذكر الاقتصادي سعود المرزوقي أن الإسترتيجية، التي أطلقها سمو ولي العهد، -حفظه الله-، تشمل بعدا عالميا، إذ إن الأمر لا يتوقف على جذب السائح المحلي، الذي يمثل عنصرا أساسيا في نجاح السياحة العسيرية في الوقت الحالي، بل يتجاوز ذلك إلى جلب السائح الخليجي والعربي والعالمي من خلال مشاريع بصورة جديدة، تطبق أعلى المعايير الدولية، وتعزز موقع المنطقة المتميز على خارطة السياحة العالمية، لتصبح وجهة سياحية رائدة عالميًا ومقصدًا للترفيه والثقافة مع تحقيق التوازن بين التطور والمحافظة وحماية البيئة الطبيعية.
وأكد أن المشاريع الجديدة، التي تتضمنها الإستراتيجية ستكون جزءا مهما من برنامج تطوير قطاع السياحة في المملكة بشكل عام، وستزيد من الخيارات الموجودة للسعوديين بعيداً عن السفر للخارج، إذ توالت المشاريع الحضارية، بداية من مدينة المستقبل «نيوم»، ومرورا بمشروع البحر الأحمر الساحلي، ومشروع القدية في الرياض، وغيرها من المشروعات، التي ستحدث نهضة تنموية كبيرة في قطاعي السياحة والترفيه، وستغير من شكل السعودية قبل عام 2030 مع اكتمال رؤية الوطن.
جسر للتواصل الإنساني والثقافي مع الشعوب
قال رئيس لجنة الطيران في غرفة جدة حسين الزهراني، إن منطقة عسير تتميز بالمقومات الطبيعية وعناصر الجذب السياحي المتعددة، مع الاحتفاظ بالموروث التاريخي المتنوع، إضافة إلى درجات الحرارة المعتدلة، والأجواء الربيعية والممطرة طوال الصيف، موضحا أن إطلاق سمو ولي العهد، -يحفظه الله-، لإستراتيجية تطوير عسير هي امتداد لدعمه الكريم للارتقاء بالسياحة الوطنية.
وأضاف إن صناعة السياحة في المملكة تشهد تحولاً كبيراً مع ما يوليه سموه من اهتمام وحرص كبير لتنمية القطاع السياحي مما يساهم في زيادة النمو الاقتصادي، وخلق الفرص الوظيفية، وتعزيز التنمية المستدامة والاجتماعية، ويدعم جهود تطوير الصناعة السياحية، إلى جانب المحافظة على البيئة، وتطبيق المبادئ المستدامة، وتمكين الأفراد، خاصة النساء في هذا القطاع المهم، بالإضافة إلى ما تسهم به السياحة من توفير مصادر للدخل لأفراد المجتمع، وخلق فرص العمل للشباب السعودي، وتوفير فرص للأعمال التجارية، التي تعتمد على الشركات المتوسطة وصغيرة الحجم في تعزيز مدخولها، وتسهم كذلك في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، إضافة إلى كونها جسرًا للتواصل الإنساني والثقافي مع شعوب العالم، إضافة إلى تنمية كل ما يتعلق بالسياحة من قطاعات تشمل المطاعم والطيران والفنادق والأنشطة الترفيهية.
4200 قرية تراثية و651 موقعا أثريا مسجلا
أكد نائب رئيس طائفة العقار بمحافظة جدة مسفر بن خير الله، أن الإمكانات الاستثنائية، التي تزخر بها منطقة عسير، ستكون خير سند لنجاح الإستراتيجية وتحقيق حلم الـ10 ملايين زائر سنوياً، وقال: ترتكز الإستراتيجية على إرث كبير من التنوع الثقافي والمجتمعي والجغرافي للمنطقة، التي تمتلك 4275 قرية تراثية يتجاوز تاريخ إنشائها أكثر من 500 عام، تجسد الأصالة المتفردة، التي تشتهر بها المنطقة، كما تحتضن المنطقة أكثر من 651 موقعاً أثرياً مسجلاً في السجل الوطني للآثار، الأمر الذي يجعلها متفردة في كل شيء، ويكشف عن المكون التراثي والثقافي الأصيل لها.
واعتبر الإستراتيجية واحدة من أهم المبادرات الإبداعية لعراب رؤية الوطن، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، إذ إنها ستساهم في صناعة السعادة ليس في المنطقة فحسب، بل في كل ربوع الوطن، وتحقق جودة الحياة في منطقة غالية تتمتع بطبيعة خلابة وأجواء رائعة، فضلاً عما تملكه من تراث وثقافة عريقة، ظلت ولا تزال مصدر اعتزاز لأهلها.
وتوقع أن يسهم المشروع خلال مرحلته التشغيلية في تحريك وتنشيط عدد كبير من القطاعات، خصوصا الإنشاءات والمقاولات والبناء والتعمير، بالتوازي مع ما تشهده المنطقة من نهضة شاملة، لن تتوقف على المشاريع السياحية والترفيهية، بل ستطال مجال الإيواء والفندقة، بهدف توفير الخيارات العديدة للسائح سواء من داخل المملكة أو خارجها.
القطاع الخاص رقم مهم في تحقيق التنمية
حث رجل الأعمال سعيد بن صديق خياط المستثمرين المحليين على المشاركة بفاعلية في إستراتيجية تطوير عسير، لافتا إلى أن القطاع الخاص بات رقماً مهماً في تحقيق التنمية الوطنية، بعدما أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، -يحفظه الله-، أن الإستراتيجية تعمل على «جذب الاستثمارات من داخل المملكة وخارجها، ستسهم بدورها في صناعة حراك اقتصادي فعّال؛ عبر تفعيل منظومة متكاملة لتسهيل الإجراءات، وتعزيز دور السياحة والثقافة؛ كمحركات رئيسية للتنمية الاقتصادية في عسير»، مما يعني أن مشاركة المستثمرين في عسير بالذات باتت واجبا وطنيا، فقد استفادوا على مدار سنوات طويلة من المنطقة، وينتظرهم الكثير من الخير في ظل الطموحات الكبيرة، التي تحملها المبادرات الوطنية الجديدة، والرغبة الصادقة في توفير الكثير من الفرص.
ودعا رجال الأعمال والمستثمرين إلى العمل على تطوير العمل في عدد من المشاريع الداعمة لنجاح الإستراتيجية، مشيراً إلى أن الدولة تضطلع بمشاريع البنية التحتية، وستكون هناك فرص استثمارية واعدة في مجال القرى السياحية والتراثية والإيواء للطامحين من أصحاب رؤوس الأموال الجريئة، وكذلك في مجالات التقنية والاتصالات والصحة والنقل وغيرها من المجالات.