واختار الرئيس الأمريكي عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكدا في أغسطس، أنه لم يتلقها، وقال بايدن في 19 أغسطس الماضي، خلال مقابلة مع محطة «إيه بي سي» التليفزيونية: «لم يقل أحد لي ذلك على حد علمي».
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن «واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي دربناه مع شركائنا، غالبا دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا»، مضيفا «سيكون مجافيا للحقيقة الادعاء بعكس ذلك».
وتابع: «لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسرة التي قررها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني».
ووقعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 فبراير 2020، في الدوحة، اتفاقا تاريخيا مع طالبان، نص على انسحاب كل القوات الأجنبية قبل الأول من مايو 2021، في مقابل الحصول على ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات مباشرة بين المتمردين والسلطات الأفغانية.
وبعدما تولى جو بايدن سدة الرئاسة الأمريكية ودقق في تفاصيل الاتفاق على مدى أشهر، قرر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 أغسطس.
ورأى الجنرال مارك ميلي أن ما حصل شكَّل «فشلا إستراتيجيا؛ فالعدو في الحكم في كابول ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى».
وحذر كذلك من أن خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيمي القاعدة وداعش في أفغانستان «إمكانية واقعية جدا».
وفي حين يؤكد البنتاغون أنه قادر عن بُعد على مواصلة الضربات عبر طائرات مسيرة ضد القاعدة وداعش، سُئل الجنرال ماكنزي عن فرص تجنب وقوع هجوم يستهدف المصالح الأمريكية تشنه جماعات جهادية انطلاقا من أفغانستان، فرد: «يجب الانتظار لنرى».
وأشار الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.