شدد الرئيس التونسي قيس سعيد، على أهمية تكوين فريق الحكومة الجديدة بسرعة فائقة، خلال خطابه الأول لرئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن.
وقال سعيد في كلمته لبودن: قررتُ تكليفكم بتشكيل حكومة جديدة، وسيكون هذا لأول مرة في تاريخ تونس، امرأة تتولى رئاسة حكومة، وسنعمل معًا في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة، للقضاء على الفساد، والفوضى التي عمت في المؤسسات.
وأكد سعيد أن هناك صادقين يعملون ليلا ونهارا، ولكن هناك مَن هم على نقيض هؤلاء، يعملون على إسقاط الدولة. وقال الرئيس التونسي لبودن: وفقك الله، أضعنا من الوقت الكثير، ويجب العمل بسرعة، وأتمنى أن يكون الفريق الذين ستختارينه متجانسا، يعمل على مكافحة الفساد، ثم الاستجابة لمطالب التونسيين لحقوقهم الطبيعية.
وأكد سعيد أن تعيين بودن شرف لتونس وتكريم للمرأة التونسية، وللمرأة القادرة على القيادة، وتمتلك القدرة ذاتها على النجاح كالرجل تماما.
خطوة إيجابية
من جهته، قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام للشغل التونسي، سامي الطاهري، إن تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة التونسية، يعد خطوة إيجابية خاصة أن تكون المكلفة امرأة، وفي ذلك اعتراف بمكانة المرأة في تونس.
وأضاف إنه تسود حالة من الارتياح بتعيين من يشكل الحكومة بعد شهرين من خلو المنصب إثر إقالة هشام المشيشي في 25 يوليو الماضي، مشيرا إلى أن قرار التعيين لا يزال غامضا بشأن اعتبارها رئيسة للوزراء أم رئيسة للحكومة أم مكلفة بتشكيل الحكومة فقط.
وأردف الطاهري أن نجلاء بودن المكلفة بتشكيل الحكومة التونسية المقبلة ليس لديها أي مسار سياسي سابق، أو مسيرة معروفة في الاهتمام بالشأن العام التونسي، لذا سيصعب تقييمها وتوقع نتائج الحكومة خلال الفترة الحالية.
موقف شجاع
واعتبر عضو «حركة تحيا تونس» وليد جلاد، أن قبول نجلاء بودن لترؤس الحكومة المقبلة موقف شجاع في ظل الوضع الراهن، وثمّن تكليف امرأة برئاسة الحكومة قائلا: هذا يحصل لأول مرة في تاريخ تونس والعالم العربي، معتبرا ذلك لحظة تاريخية.
وذكر وليد جلاد أن نجلاء بودن تم تكريمها سابقا من طرف رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي.
وأضاف قائلا: الخيارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية سيكون مسؤولا عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد.
نجلاء بودن رمضان أول امرأة تتولى منصب رئيس الحكومة في تاريخ تونس، وهي من مواليد 1958 أصيلة ولاية القيروان، وهي أستاذة تعليم عال في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، مختصة في علوم الجيولوجيا، تشغل حاليا خطة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتم تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011، كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلفت بمهمة في ديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.