تمكين المرأة في الرؤية وصحة المجتمع

تمكين المرأة هو إزالة جميع المعوقات وتذليل العقبات للمرأة من أجل الحصول على فرص عمل لتحسين ظروف العيش بشكل طبيعي مما يؤدي إلى جودة في الحياة من المنظور الصحي ويُحدث تطورا في صحة المجتمع، وفي السلوك الفردي، حيث إن زيادة الدخل تُحسن الحالة الصحية للأسرة، التي هي جزء من المجتمع مما ينتج عنه انخفاض في معدلات الأمراض لفئات أخرى مثل الجنين فترة (الحمل)، وكذلك المواليد فكلما كانت حالة الأم الاقتصادية جيدة انعكست عليهم. فالأطفال يشكلون نسبا كبيرة في قياس الحالة الصحية للمجتمع، فإذا كانت نشأتهم جيدة صحياً ينخفض العبء المادي في مجال الصحة. ومن الأمثلة تستطيع الأم شراء الحليب الجيد والفواكه الجيدة والماء النظيف، وكذلك حصولهم على ترفيه بدني وهذه أهم العناصر لنمو الطفل صحيا.

ومن ناحية أخرى، التفاوت الاجتماعي المرتبط بالدخل يسبب ضعفا في الترابط الاجتماعي، الذي تنتج عنه مشاكل صحية، وكذلك عدم القدرة للوصول للخدمات الصحية الجيدة وعدم القدرة على الحصول على غذاء وسكن صحي مما ينعكس على الوضع الصحي للأسرة... لذلك اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات وبرامج لتمكين المرأة ضمن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك إيماناً بدور المرأة في مجال العمل، التي تشكل نسبة 49 % من إجمالي عدد السكان، حيث تمت إزالة جميع القيود من أنظمة العمل، التي من شأنها إعاقة عمل المرأة وأنشأت وكالة بوزارة الموارد البشرية تحت مسمى (وكالة تمكين المرأة) لهذا الغرض، وكذلك تم إصدار دليل لعمل المرأة في القطاع الخاص للتعريف بالحقوق والواجبات، ومن جانب آخر وُضعت قوانين وأنظمة تضمن الاستدامة لعمل المرأة ومنها إجازة أحد عشر أسبوعاً للمرأة الحامل مدفوعة الأجر، وكذلك تخصيص ساعتين كل يوم للمرأة المرضع لرضاعة مولودها خارج الدوام مع اشتراطات لمنشآت القطاع الخاص بتوفير حضانة أطفال داخل كل قطاع يبلغ عدد موظفيه أكثر من خمسين امرأة، وكذلك دعم المواصلات لنساء حديثي العمل في القطاع الخاص بنسبة عشرين في المائة من تكاليف المواصلات لمدة سنتين.. ومن المعلوم بأنه لا يوجد أي قيود على المرأة في السعودية لتملك الأراضي والمزارع وممارسة التجارة بجميع أنواعها بشكل مستقل، وكذلك السماح للمرأة بممارسة نشاطات مهنية حرة مثل المحاماة وتأسيس مكتب محاماة، وكذلك الحصول على وثيقة العمل الحر لمزاولة المهن الخاصة، وتتمتع المرأة السعودية من فئة الطالبات بالحصول على منح مجانية مدفوعة التكاليف للدراسة بالخارج ضمن برنامج الابتعاث الخارجي في بلدان عديدة، وذلك لمساعدتهن في إيجاد فرص عمل، حيث تشارك كل امرأة واحدة من أصل أربع نساء في سوق العمل. وقد تم السماح للمرأة بالمشاركة في الأعمال التطوعية، حيث بلغت نسبة المتطوعات عام 2019 (10.8 %) مقارنة مع الذكور (22.6 %) ومن الناحية الصحية يرتبط تمكين المرأة لتحقيق أهداف برنامج «جودة الحياة» في رؤية ولي العهد 2030، وذلك للعلاقة المباشرة بمحددات الصحة الأساسية الاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا تأتي أهمية تمكين المرأة في الرؤية بتوازٍ مع برامج أخرى مثل برنامج السكن والتوطين والتحول الصحي، الذي أصبح تمكين المرأة في رؤية ولي العهد من الركائز، التي تلعب دوراً أساسياً في الاستدامة الاقتصادية والصحية للمجتمع، التي من مخرجاتها «جودة الحياة» في المملكة العربية السعودية لما بعد عام 2030.

أخبار متعلقة